أخي الحبيب الشاعر والكاتب القدير سعيد الغافري:
لا أدري كيف سأرد على تعليقك اللطيف هذا لقد وضعتني في موقف محرج أمامك وأمام القراء وأشعرتني بالخجل إلى درجة أنني لا أجد الكلمات المناسبة والمعبرة بما يليق بك وأنت الشاعر والكاتب المبدع.
لقد وضعتني في مكانة لا أستحقها وإن كانت تسعدني وأحلم بها.
لا يحتاج الشاعر أن يعيش التجربة حتى يستطيع التعبير عنها شعرياً وبطريقة إبداعية. يكفي الشاعر أن يعيش التجربة على مستوى الوعي والشعور لكي يعبر عنها بنجاح وإن كانت التجربة الواقعية أهم.
ربما تأثرت أنت بالقصيدة لأنك شاعراً أولاً وذو إحساس مرهف ولمست الصدق فيها ثانياً.
علاقتي بأبنائي جيدة والحمد لله وبهذه المناسبة سأخصك بقصيدة قصيرة لم أنشرها بعد أحاور فيها ابني الذي كان يرافقني يومياً بعد الدراسة التي أتعلم فيها اللغة السويدية إلى مكان يسمى Hermods كنشاط اجتماعي ثم أنهى هو نشاطه قبلي وأصبحت أذهب وحيداً وكان المكان بعيداً يستغرق أكثر من نصف ساعة مشياً على الأقدام فأنا لا أملك سيارة حتى الآن في السويد ولا أزال منذ سنتين في مرحلة تعلم اللغة.
القصيدة بلا عنوان لأنها كانت مجرد خاطرة ولم أفكر بعنونتها أقول فيها:
أتتركني وحيداً في طريقي
إلى ما لا أريد بلا رفيقِ
أَعدُّ خطاي مراتٍ لألهو
وأنسى حرَّ شوقٍ كالحريقِ
فكم كنا نسير معاً كأنَّا
غدٌ يمشي مع الماضي السحيقِ
فإن أحدٌ رآنا قال سراً
أيجتمع الغروبُ مع الشروقِ؟
فتبتسم الحقيقة كابتسامي
وتغرقُ أنتَ في صمتٍ عميقِ
وهل كان الجديدُ يرى جديداً
ويحلو في العيون بلا عتيقِ؟
تُحدثني فأنسى كم سأمشي
وأصغي ذاهلاً عن بلع ريقي
فمالي الآن أشعر أن صدري
يضيقُ كما يضيقُ لدى الغريقِ؟
وما للدرب طال وكان يبدو
قصيراً بل وأقصر من شهيقي؟
وما للشمسِ منذ غدوتُ وحدي
أراها كالرغيف بلا بريقِ؟
لعلي ما حسبت حساب يومٍ
أرافق فيه ظلي لا صديقي
د. طاهر عبد المجيد