[د. منال عبدالرحمن]

في ذكرى 11 سبتمبر , يؤكّد بوش على محاربة الارهاب و يدشّن نصباً تذكاريّاً ل184 شخصاً قُتلوا في هجمات 11 سبتمبر في وزارة الدفاع , ويقول أن هذا النصب سيبقى شاهداً لتتعلم منه أجيال المستقبل ,

رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق و بيل غيتس الحالي يحضران حفل التدشين و يذكران بأسى 3000 شخصاً راحوا ضحية التفجيرات , الأمريكيون يقفون دقيقة صمت و أوروبا تشاركُهم حزنهم و غضبهم على الارهاب .

و على الجانب الآخر من العدالة

تقف ملايين الجثث البريئة , ملايين أجساد الأطفال , و ملايين الرّجال و النساء الذين قتلوا و لا ذنب لهم ,
و لا دقيقة صمتٍ على أرواحهم لأن أرواحهم لم تصمت
و لا ذكرى سنوية لهم لأنهم يموتون على مدار السنة وجعاً تلو وجع , و خذلاناً تلو آخر
ولا مشاركة في عزاءهم إذ أنّهم ضحايا الحرب على الارهاب و معاداة السامية و لكل حربٍ ضحاياها !!

في ذكرى 11 سبتمبر , نرفضُ الإرهابُ بكلِّ أشكالهِ , لكننا نعلن على الملأ أنّنا أول ضحايا الارهاب العالمي و الأمريكي و الصهيوني و أنّنا لا نقبل حماية و وصاية من تلطّخت أيديهم بدمِ أخواننا و شرف أخواتنا , و ضحكات أطفالنا في العراق و أفغانستان و فلسطين و لبنان ..

نحنُ لن ننسى , مناراتُ دماءهم لا تجعلنا ننسى ,
ضحكات البراءة ستجعلنا نرفضُ الصمت و دقائقه
و دموع التماسيح لن تنسينا أن لنا أخوةً قُتلوا و يُقتلون , و أرضاً نُهبت و لا زالت , و وطناً مهدّدا بالموتِ من أجلِ طامعٍ غريب ,

في ذكرى 11 سبتمبر أضعُ بين أيديكم صوراً لضحايا الارهاب في العالم , الذين تجاهلتهم وسائل الاعلام - عمداً - و أسألكم مالسبب ؟