منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( مِعْطَف أسْوَد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2020, 02:33 AM   #2
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[ محمد بنيس _ المغرب ]





العربية لغة جسدي. لا أتعامل معها بما هي لغة تعبير ولا بما هي أداة إيديولوجية، مهما كانت هذه الإيديولوجيا. عندما أدخل إلى إدارة عمومية، مثل البريد، وأتحدث إلى الموظف بالعربية لأطلب منه طابعاً بريدياً ثم يجيبني بالفرنسية، أشعر باهتزاز يرجّ جسدي، بجَفاف في الحلق، وبضيْق في القفص الصدري. هنا تكون الكلمات، كلماتي، ممنوعة من الهواء، تختنق في تلك اللحظة. حبسة تشلّني. إن مكتب البريد فضاء عمومي من بين فضاءات أخرى. وهذا الهجران للعربية، الذي ورثناه عن الاستعمار وأصبح رسمياً، بعد الاستقلال، تبعاً لما يُسمّى الازدواجية اللغوية، يكذّبُ الخطابات الرسمية التي لا تتوقفُ عن الكذب وتجعلنا نعتقد أن العربية لغتنا. فوضعية كهذه، تمنع الجسد من نفسه، لا يمكن أن تتركني مُحايداً. إنها الوجهُ الآخر للأصولية التي تذكرنا على الدوام بالمظهر الديني للغة العربية. والإسلاميون، الذين نجد الناطقين باسمهم فرنكوفونيين، يعطون لأنفسهم حقَّ الكلام باسم العربية. لكنها العربية الميتة التي يتعلمونها. فهم لم يسبق لهم أن أبدعوا كلمة جديدة واحدة أو تعبيراً جديداً.
وباعتباري شاعراً، تمثل اللغة، بالنسبة إلي، النفَسَ الذي بدونه يتوقف الجسد عن الحياة. عملي موجّهٌ نحو ديمومة اللغة. إن الشعر منبعُ هذه اللغة الحية، نارُها وقوّتها.



 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس