منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لطائف الأنوار 5 ( آباء وأبناء )
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2020, 12:13 PM   #1
حسام الدين ريشو
( كاتب )

الصورة الرمزية حسام الدين ريشو

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9412

حسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي لطائف الأنوار 5 ( آباء وأبناء )



لطائف الأنوار 5 (آباء وأبناء )
=================
حسام الدين بهي الدين ريشو
============
قابلني صديق وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا مع ولده الذي ذاده الله بسطة في الجسم والعافية فقال لي الأب :
اسأل الله لي أن يأخذني إليه فقد سئمت الحياة ؛ فانصرف ولده عنا غاضبا ؛ فعرفت أن الإبن عاق لوالده
قابلته بعد أيام فعاتبته قائلا :
ارحم أباك يابني ؛ هنيئا لمن مات والداه راضين عنه فلا تكن عاقا له فكل ماتفعله به قد يفعله بك ولدك .. ألم يصلك نبأ الطفل الذي رأى أباه يضع الطعام لجده في طبق خشبي ليأكل وحده بعيدا عن المائدة حتى لا تتلوث بما يتناثر من فمه ؛ فلما مات الجد أخذ الطفل الطبق الخشبي واحتفظ به فسأله أبوه : لماذا احتفظت بالطبق ؟
أجاب الطفل ببراءة :
لأضع لك فيه الطعام عندما تكون في عمر جدي .

فوجئت برد ابن صديقي وهو يقول لي :
هل يعني ذلك أن والدي كان يفعل بوالده ما أفعله به ؟
فرت الدموع من عيني وأخذت أردد :
لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم أجبته :
بالعكس أباك ولا أزكيه على الله من الصالحين وما تفعله به ربما يكون إبتلاء من الله له على قدر إيمانه وتقواه

وانصرفت متعجبا من رد الفتى .. أي أجيال هذه ؟
وتذكرت ماروته السنة النبوية الشريفة مما قاله رحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم عن موسى وآدم عليهما السلام :
( اجتمع موسى مع آدم فقال له موسى :
أنت الذي أخرجتنا ونفسك من الجنة بخطيئتك
فقال له آدم :
أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( فحج آدم موسى )

في هذا الحديث والحوار نعرف مقدار شفقة الوالد على ولده ورحمته له وأن الولد ليس فيه ذلك القدر من الرحمة لوالده
ففي عبارة ( أخرجتنا من الجنة بخطيئتك ) نوع من سوء الخطاب من الولد لوالده وكان في جواب الوالد ذكر فضائل الولد والإعراض عن ذكر خطيئته
كان يمكن للوالد هنا أن يرد قائلا :
لو كنتَ أنت لأخرجتنا بخطيئتك إخراجا أعظم من إخراجي فإنك قتلتَ القبطي ولم تؤمر بقتله فخطيئتك تعدت إلى الغير
لكن لما كان سيدنا آدم عليه السلام متأدبا بآداب الله مع مالديه من شفقة الوالد على الولد فلم يذكر له ذلك
ياسبحان الله .. ألا يعرف الأبناء أن الأب لا يود أن يرى أحدا أفضل منه سوى ولده

وعلى سبيل المثال في قصة الأدب ولله المثل الأعلى
أنه سبحانه وتعالى لما أراد أن يعاتب حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بضمير الغائب فقال ( عبس وتولى ) إذ لو أتى بضمير الخطاب لانفطر قلب النبي صلى الله عليه وسلم
وفي المقابل حين كلمه بما يسره أتى بضمير الخطاب فقال له :
( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك .... ماودعك ربك وما قلى )
ثم لما أراد أن يعاتبه بصيغة الخطاب قدم ما تطمئن به نفس النبي صلى الله عليه وسلم فقال
( عفا الله عنك لِمَ أذنتَ لهم )

اللهم
علمنا الأدب معك ومع رسولك صلى الله عليه وسلم ووالدينا ومع كل من له حق علينا
اللهم
اهد الأبناء لآبائهم وامهاتهم وارزقهم الأدب ومكارم الأخلاق واهدهم لأحسن الأقوال والأفعال
اهدنا وإياهم الصراط المستقيم واختم لنا ولهم بخاتمة السعادة أجمعين

 

حسام الدين ريشو غير متصل   رد مع اقتباس