منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سَاعَةٌ عَلى مَسرحِ النِسيانِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2013, 11:03 PM   #1
مريم السيابية
( كاتبة )

الصورة الرمزية مريم السيابية

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

مريم السيابية غير متواجد حاليا

Exclamation سَاعَةٌ عَلى مَسرحِ النِسيانِ


صباحكم حدائق توليب . .

/

(ساعة على مسرح النسيان)


:


....... مذ أن عرفته وأنا أبحث عن رغيف نسيان أسد رمقَ جوعي به ..!

اجابتني وهي تحزم حاجبيها بشدة:
انت تريدين النسيان بجدية فيما النسيان يحتاج لسخريتك حتى يتفاعل معكِ يحتاج لرقصكِ على حوافه قبل مركزه والكثير الكثير من تخشبكِ لا زجاجكِ ، اضيْفي مرارتكِ في كوبه ، العقي ما تبقى من كرامتكِ مِن ملاعقهِ ، وانتشري في روحكِ لتسحبيها عنوةً من مساحاتهِ ، اجبري أناكِ على المثول أمامَ وجهكِ المرآة وضعي مساحيقكِ المعتادة لتغسلي آثار شفتيه عليكِ ، أنتِ الآن أمام ثقوبِ قمركِ الأصيل فأتركي نجمه ليشعّ في غير مداركِ لقحي أيامكِ بتفاصيلكِ حتى لا تزوركِ بذورُ ملامحه فتنجبين وجهه ، انسي أقدامك القديمة وانتعلي حذاءً لا يعرف عنوانه ، زوري ما استطعتي من المتاحف حتى تتأكدي أنه لا يبقى من الإنسان سوى الذكرى المستحقة للتوثيق ، استقلي القطار الذي لا يتوقف عند محطاته ، والجسور الاسمنتية حتى لا تقعي في نهره ، غَنّي للنسيان أكثر غنّي بنشاز أكبر غنّي يا صغيرتي قدر ما طاف على أضلاعكِ غيابه واستعمر غنّي تموتُ حنجرةُ وجودهِ ، غني يخفتُ نهاره الخادعُ من شباككِ ، غني تستيقظ الياسميناتُ في جرحكِ الغضّ ، لوذي إلى ركنكِ الأوحد ، افيقي هزيمةَ أنوثتكِ بالعِطر ، صلّي جَهرًا لنخيلكِ الشامخة، صلّي بصوتِ السواقِي الهادرة ، واطعمي ذكراه صدقةً للطيور المهاجرة ، هنا فقط يتدلّى النسيان من كرومكِ ، هنا وحسب يبدأ مهرجان أناكِ..
هُنا تسدل ستائر المَسرح العظيمِ عَلى جمهورِ الأفول..
صغيرتي فإرقصي لموته.. وليتمجّد شال النسيانِ على خاصرتكِ..!




* مريم السيابية :وردة:

 

التوقيع

وَأَنا الآن المْجرّدةُ مِن كَلام الله
المَرْسولَةُ إلَى إنْغلاقِ القُلوبِ التائِهةِ
إنّهُ لَيُقْلقُ "آيات" رُوْحي كُلُّ هَذَا
المُتكسّرُ مِنْ شظاياْ اليَقينِ عَلى
أَكْتافِ المُعْدمين..!

مريم السيابية غير متصل   رد مع اقتباس