[د. منال عبدالرحمن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـــاسي

/



لازالت وردتي نديـّه وبتلاتها تتلهـّف نهماً بقراءتك ..


غاليتي ..



- ماشاءالله .. تدرسين الطب البشري في ألمانيا إذن للغربه نصيبٌ منكِ ..

هل الغربه لامست شيئا في منال عبدالرحمن .. وكيف تستطيعين التخلـّص من طوقها حين تحمّ..؟

الغربة , هذا حديثٌ ذو أرق ,لكنّي سأحاول أن أنصفَ الغربة كما أنصفتني ..

في الغربة , وجدتُني , حيثُ هناك متنفّس للوطن , لامَست فيّ حنيناً ولهفة , و ساقَت الرّوح هُناكَ حيثُ الوطن لتقبّله , اوطاننا منهكة يا أماسي , هدّتها الخيانات , و استلبتها المصالح الشّخصيّة , و أرهقتها خيباتُ آمالنا بها حدّ الاحتضار , هي بحاجة لأن تستعيد بنا الأمل , لتسمو و نسمو .. الغُربة تجعلنا نُُنصفُ الوطن ..

لا شكّ أنّها تضيقُ بي كثيراً , و أضيقُ بها .. وأنّ الرّوح تتكسّر و تحاول تكسيرَ القيد المُحكَم على الجيد , كأنّه النّفي .. و لكنّ الوطن يطلُّ عليَّ بابتسامتِه من شبّاك الذّاكرة , و يقفزُ إلى القلبِ , ليعانقَ الأوردة فتُزهر ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـــاسي

- يقتاتنا الحـُلـُم راغبين غير آبهين ونستشعرنا من بين ملامحه .. أين أنتِ من الحلم ..هل يطرق نواحيكِ وتتقنين مناغاته بصبرٍ جميل ..؟

- الحلم .. كالرّبيعِ في الشّمال , يطلُّ بخجلٍ من بينِ احكاماتِ البَرد , ولكنّه خالدٌ هناكَ حيثُ الأمنية بهِ لا تموت .. الحُلم يسمو بأرواحنا , و يحتضنها كلَّ تعب , يُعيد القلبُ صفحةً بيضاء , و يهبُ الذّاكرة اكسيرَ الحياة .

الغربة تعلّم الصّبر على الحُلم , لأنّها تجعلني أوقنُ بوجوده و امكانيّته ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـــاسي

- منال عبدالرحمن كاتبه متـّقده ذكاءا ومعرفه .. مثقفه تعرف ماتريده حين تكتب ..
هل لديها هوايات بعيدا عن الكتابه ؟

- الكتابَة هي من وحي ما علقَ في الرّوح من فضاءاتٍ , عبرتُها لسنينَ طويلة .. تستهويني القراءة , حدّ النّهم , ورغمَ أنّ الوقتُ يسرقُ منّي الكثيرَ ممّا أحبّ , إلا أنني أسترقُ منهُ بعضاً منّي , لأجالسَ كتاباً , وأبادلهُ الحبّ .

يستهويني الفنّ , بالكثيرِ من أشكاله .. أحبّ الموسيقى الكلاسيكيّة , و أتابعُ المَسرح الغربيّ , و أجدُ المُتعة في السّفر , و يغريني المشيُ في الهواءِ الطّلق , حدّ مداعبتِهِ كلّ صباح .

كل ذاكَ يحكمُهُ الوقتُ الهاربُ من ظلّي , نحوَ الحُلُم .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـــاسي

- قرأتكِ في الهدوء ..أنـثى رقيقه يستلهم الشوق من بينها رونقاً بديعاً .. فحرفكِ الرّفيع يتنمـّق في خطاه ويكاد لوهله أن يحتجب ولكن لمن يتتبعه بعمق تنكشف له بعضا من حـُجبه ..
مالـّذي يـُشعل فتيل الكتابه لديكِ ..؟

- أكتُبُني حينَ أضيقُ بي , وأكتُبني حينَ يضيقُ الكونُ بسعادتي .. الكتابةُ لديّ حالةٌ شعوريّة , ينفرُ فيها الحرفُ من الأوردة , ليتضرّع على الورقةِ البيضاء , و يمارسَ هناكَ الخُشوع ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمـــاسي

عبير الورد أنتِ .. ونحنُ نتنفـّسه فلا تحرمينا..



ودّي العميق





/

الوردُ أنتِ , و روحكِ البيضاء أنفاسه ..