منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الماء العالق
الموضوع: الماء العالق
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2007, 10:03 AM   #1
الحزن السرمدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية الحزن السرمدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

الحزن السرمدي غير متواجد حاليا

افتراضي الماء العالق




:

:

في حياتنا لحظات نحيا باسترجاعها كل مساء..
خاصة حينما تعترينا نسمة باردة ونبحث عن الدفء فيها... نتدثر بها ...ونحاول أن لا نتجمد... أو يتجمد النبض فينا..!
"يستيقظ الماضي الليلة داخلي ... مربكا. يستدرجني
إلى دهاليز الذاكرة .

فأحاول أن أقاومه, ولكن, هل يمكن لي أن أقاوم ذاكرتي
هذا المساء ؟"

"أغلق باب غرفتي واشرع النافذة ..
أحاول أن أرى شيئا آخر غير نفسي. وإذا النافذة تطل علي...

تمتد أمامي تلك المساحات الزرقاء وتزحف نحوي
ملتحفة ببرودتها الدافئة..وكل تلك التفاصل الدقيقة."


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أتذكرذاك المسبح المائي وتلك الصفحة الزرقاء..؟؟
لا أستطيع مقاومة الرعشة التي تنتابني كلما تذكرت
لسعة الماء الباردة

تلك التي توقظ كل إحساس يضطجع لحين لحظة
استنفار..
وتجعلنا نهزُّ رؤوسنا .. لننفض بذلك ماعلق بالذاكرة من جُثث منتنة...!
في محاولة بائسة لمعانقة جسدي الغائب..!

أتذكر يوم أن حملتك على ( كفَّيَ) بإتزان متناهي..

محاولة بذلك تعليمك كيف تُـتـقـن الطفو فوق الماء...؟
وماأجمل براعة الطُهر في عينيك .. حين تُغمِضْهما خوفا من الماء...!
أجوب بك ذاك المسبح.. أقلِّبُك تارة على صدرك وأخرى على ظهرك.. وأقول : تمدد بكامل قوتك..ولاتجعل عضلاتك في ارتخاء.. حتى تتمكن من الطفو..؟!
كنت تضحك لجهلك أمامي .. وصوتي يحتضن صداه بلهفة صمت السنوات العجاف...!
أم تذكر يوم أن حملتك على ظهري أجوب بك تلك
الساحة يُمنة ويُسرى في وسط أمواج كانت تتحرك بقوة
وتدفعنا للجنوب...؟!
أفترش ذراع حلمي بلهفة طفل..كي تنبطح عليه..
وتتمدَّد بإرتباك تلميذ مازال يتهجَّى نبضه في السطر الأول للقراءة.



كنت أقاوم تلك الأمواج...

وأحاول مقاومة حبك الذي جعلني أبدو
كـــ جارية تسعى جاهدة لإحياء سيدها في عمق كل مُتع
الحياة...!


ياطفلي الذي لا يكبر ...!



لم أقاومك ولم أقاومها... كانت المياه عميقة ... !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

والأمواج قوية.. وخوفي معها يزداد عليك في كل خطوة
تنزلق بها قدميك للجنوب...!

(رمق أخير ..
وشهيق محتدم قد استقبل من أمره ما استدبر من عمره ..
مسبح قد اصطبغ بزرقة الدفء .. إلا أنه قد حفت جوانبه رعشة حمراء ..
الشوق .. الأمل .. الأقدار .... وأشياء أخرى عام بعضها وغرق بعضها في أمواج مسبح عاتي ...)
وكأنك تُـتمتم : لابد من ارتكاب خيانات لتبقى المدينة واحة حُلم..!
كنت أخاف فقدك .. ذات غدر
"ذلك الموت الذي اخترنا له اسما آخر أكثر إغراءً، لنذهب دون خوف وربما بشهوة سريه, وكأننا نذهب لشيء آخر غير حتفنا "


كان الموت يمشي إلى جوارنا... ويرقبني تحديداً وأنا أشهق في كل مرة تحاول فيها إخافتي كلما توغلت بإتجاه الجنوب..!

كانت الزرقة تعمّ المكان... والسواد بإتجاه الجنوب يزدان بتأرجح الأمواج ...لــعُمق المياه..وخوفي عليك وعلى قلبي في تضخم.. كــ جنين يتمخض مع كل نبضة خوف....!

كان الشوق معنا ... "ينام ويأخذ كِسرَته على عجل.. تماما مثل السعادة المبهمة التي طالما خشيتُ فقدها...!"
"فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى"



حتى فقدتها وفقدتك....

لا أعلم كيف..
فلم تجرؤ الموج على سرقتك... أو سرقة سعادتي.. والأمل الجنين الذي لم يولد بعد...!؟
بل كانت آمنة عليك وعلى قلبي المرتعش خوفاً
ولكن من مأمنه يؤتى الحذر!

ولكن الأقدار (الساخرة أبداً) حكمت على اختطافك
.. وخنق الأمل لحظة ولادته ...

فرحلت ورحل معك بلا رجعة..



الحزن السرمدي

 

التوقيع

"كعادته, بمحاذاة الحب يمر, فلن تسأله أيّ طريق سلك للذكرى,
ومن دلّه على امرأة, لفرط ما انتظرته, لم تعد تنتظر....!"


التعديل الأخير تم بواسطة قايـد الحربي ; 02-25-2009 الساعة 07:08 AM.

الحزن السرمدي غير متصل   رد مع اقتباس