منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يا أيها القدرُ
الموضوع: يا أيها القدرُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2019, 04:37 PM   #36
عبدالله عليان
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان محمد ديب طهماز مشاهدة المشاركة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يا أيها القدرُ



أنا يا أيّها القدرُ
شراعٌ فيكَ منكسرُ

على ساحاتكَ الهيجاء
تلك الروح تحتضرُ

هنا قلبي له جسدٌ
يئن وليس لي أثرُ

وفي كفيكَ لي أنثى
تموتُ و أنتَ تزدهرُ

وفوقَ الموتِ أحلامي
وفي كفيّكَ لي قمرُ

أفتشُ عنّي في بعضي
وبعض الكلّ ينشطر

فأشلائي تمزقني
و لي كلٍّ سينفجرُ

أناديني فيرجِع بي
أنينُ الناي يستترُ

أنا رجعُ الصدى وأنا
لبوحِ أنينه الوترُ

أنا وَهمٌ له كفّان
يكتبُ فيهما السَّفرُ

ورحلةُ أحرفٍ عبَرتْ
على الأجداثِ تستعرُ

تهاوى الأمسُ في يومي
وماتَ السعدُ و الكدرُ

أنا عرجون قافيةٍ
أموتُ ويزهرُ الثمرُ

ألستَ الأمسَ ؟ أنتَ اليومُ
أنتُ الدهرُ ياقدرُ

وأنتَ الآيةُ الكبرى
لمن بالأمسِ يعتبرُ

أنا من بعضِ ذاكَ الظلِّ
ترسمني و تفتخرُ

وتكتبُني وتمحوني
و تأمرني فأأتمرُ

على سجّادك المملوء
من دمعي سأعتذرُ

فإنّي الضَّعفُ إنّي الوهنُ
أفقدُني و أنتظرُ

وإنّي الآيةُ الصمّاء
صلّى عندها السَحَرُ

سرابٌ كنتُ أم صفةً
سواءٌ عنديَ الخبرُ

فهل في اللّوحة الكبرى
لهذا الكون مدّكِرُ

ألسنا في يدِّ الأيامِ
أقلاماً و تنكسرُ

غبارُ اللونِ في وجهِ
الوجودِ و نحنُ نبتكرُ

ومن أزلٍ مصوّرة
بنا الألوانٌ و العِبَرُ

ملأناها دفاترنا
فدوّى فوقها الحَذرُ

فلم ننجو بفعلتِنا
ولم يتغيّر القدرُ

ولم تتمزّق اللّوحات
تكراراً بها الصورُ

غداً إن جاءَ ذاكَ الدهرُ
يحملُنا و من غبروا

لينشرُ صُحْفَه صوراً
ووجهِ الكونِ ينتشرُ

على أزلٍ ومن أزلِ
الوجودِ تراهُ ينحدرُ

فهذا اليوم ظِلُّ الأمسِ
في الآزالِ يدثرُ

إذا ما الدهرُ كرّرنا
كمن في الأمسِ قد عبَروا

ستطوينا دفاترهُ
وتطويهم كما ظهروا

ليوم ِالحشرِ والإسفارِ
يوم الفصلِ ننحدرُ


بألمي : إيمان محمد ديب ( ألحان الفلك )
شاهدت في هذا النص المركب والبحر والشراع والمجداف
وصور إبداعية مدهشة جدا أتركها لكم ،
أتمنى لكم رحلة سعيدة في هذا الكم الهائل من الإبداع والشعر
رغم كل مايحمل من زوادة الحزن والألم والغربة

أ. إيمان محمد ديب طهماز
الله عليك

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس