منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مشعل دهيّم , والبحث عن الـ " أنا " في عيون " الآخر "
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2007, 02:20 AM   #1
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

افتراضي مشعل دهيّم , والبحث عن الـ " أنا " في عيون " الآخر "


النص




كيف أبا أنسى
هالكلام اللي بقى كالوشم في بالي سنين
كل ما أبعد عنه أرجع له وأنا كلي حنين
يا حبيبي كل شيء بقضاء *** ما بأيدينا خلنقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا **** ذات يوم بعد أن عز اللقاء
كان هذا ( مقصلة ) ذاك الحديث اللي جمعنا ... وابتدينا فـ... النهاية
افترقنا بلا وداع .................
استدارت وانتهى كل الكااااااااام
وابتدت خطواتها تعزف لحن غيبة طويلة ... كنت أناظرها وأنا حاير وفي بالي سؤال
ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ ليه راحت ؟؟؟؟؟؟
وانتهينا ................ ومضى كل إلى غايته
لين غابت ف...الزحام
بعدها ...........
في كل ليلة كنت ارسم وردة في بالي واقطف منه ورده..
أمسك الورده فإيد .. وانزع الأوراق وارميها واردد..
هي تجيني.... ما تجيني ..... هي تجيني.... ما تجيني .....
لين اجفاني تعانق بعضها واتلحف عيوني
وانااااااام
ولا صحيت الآهي توقف قبالي
ومن هبالي ... أول اللي صحت فيها
تذكرين !!!!!!
يوم كنتي تسأليني ( ويش أعنيلك أنا )
قولي أنك مانسيتي .... قولي انك تذكرين
صدقي اكذب عليك أن قلت لك...
وقتها ما كنت فاهم ويش كنتي تقصدين
اذكر إني .................
كنت احاول إني استوعب أحاسيسي تجاهك
كنت أقول انتي ...... وأسكت
وإنتي تقولين كمّل ليه تسكت ........... قول وش ودك تقوله
كنت ارواغ في الإجابة
كنت اقول ان المطر رووووح السحابة
وانك أول من حرث هالبال بالطاري وأنبت دفتر احلامي قصيد
وكنت اقول .... أنك صباحات الوطن للمنفي اللي عذّبه به طول الحنين
كل مشتاق لدياره... وصوت جاره
وشم ريحة شيلة امه .... يوم صدره ضاق به من كثر همه
واسمعه يومه يتمتم ......
آه يمه .... آه يمه ..... آه يمه ....
كل هذا من هبالي
يوم من بالي نفيت اللي فبالي
أهلي ...... أصحابي ....... غلاي لكل غالي
كنت افكر فيك دايم ..... لأجل يشطح بك خيالي
وارسمك قدام عيني وازعللك .... وانتي عني تبعدين
لاجل لابعدتي اناديلك تعالي ... وتبعدين
وارجع انادي تعااااااااالي
وتبعدين ..............
وارجع انادي تاااااااااالي
وترجعين ...............
كل هذا لاجل أقول امزح معك.....
ما دريت أنك زعوله
بس انا لي كلمتين .....
ويش يعني هالمطر والأرض تترجى هطوله ؟؟؟؟؟؟
ويش يعني الأب لأطفاله إذا ما لاح زوله ؟؟؟؟؟؟
بعد هذا ما أعتقد انك فيوم بتسأليني .....
( ويش اعنيلك أنا ) ؟؟؟؟؟؟
بس ابيك تجاوبيني
ويش اعنيلك أنا ؟؟؟؟؟؟ ويش اعنيلك أنا ؟؟؟؟؟؟ ويش أعنيلك أنا ؟؟؟؟؟؟




القراءة






( ويش أعنيلك أنا )
عالم من المطر يتدفق ....
ودنيا من الغابات تتحرك ....
قصيدة تتمدد .... لا على الورق .... بل بين الحنايا والضلوع
كلمات بسيطة ......... وشطحات تحمل في طياتها السذاجة الشقّافة العذبة
تبدأ بأداة استفهام " كيف " المثقلة بهموم العاشق / العذبة المليئة مرارة .... لم يتعامل مع هذا المشهد بطريقة تقليدية بل خرج على المألوف الشعر القديم المتوارث بل المألوف العاطفي المتعارف عليه في مثل هذه الظروف ...

كيف أبا أنسى
هالكلام اللي بقى كالوشم في بالي سنين
كل ما أبعد عنه أرجع له وأنا كلي حنين
يا حبيبي كل شيء بقضاء *** ما بأيدينا خلنقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا **** ذات يوم بعد أن عز اللقاء

إنه حضور غير تقليدي لمشهد تقليدي قام فيه الشاعر بعملية اسقاط ليس لها مبرر – كما سيبدو – لبيتين للدكتور إبراهيم ناجي – إنه انحراف وراء الموقف ، لتأكيد حالة لا لشرح موقف , فالموقف واضح من خلال استحضار لأداة الاستفهام " كيف " .

كان هذا ( مقصلة ) ذاك الحديث اللي جمعنا ... وابتدينا فـ... النهاية
افترقنا بلا وداع .................
استدارت وانتهى كل الكلاااااااااااااااام

لا زال هذا الموقف يحمل ملامح التقليدية ، ولعل كآبة الموقف وقوة الصدمة أو ضعف الشاعر النفسي أمام هذا الموقف كما هو واضح في كثير من مقاطع القصيدة ، وخاصة ذلك الطلب رغم ما به من تهكم للمحبوبة والمبين بوضوح في آخر القصيدة ... لعل كل هذه الموقف التراكمي , هو ما حمل الشاعر على الجنوح الذي سلب منه روعة القصيدة وحلاوة المقدمة ... غير أن الشاعر استيقظ من هذا الكابوس ... كابوس حلم اليقظة الصارم الذي سلب منه مهارة المقدمة , وهو الشاعر المبدع المتمكن في العديد من نصوصه ... ولعل هذا الموقف وهذه الهشاشة في التقديم لهذا النص من قبل الشاعر هو ما يبرز هذا الإسقاط الذي جاء قبل أوانه لردم ما يمكن ردمه . فأنا أرى أن جمال الإسقاط بتأصل روعة عندما يكون في منتصف النص لا في مقدمة القصيدة ، بعد أن تتجذر الجذور وتتفرع الأصول ويأخذ المشهد من الشاعر والملتقى كل مأخذ ... غير أن هذا الرأي لا يمكن تعميمه في كل الأحوال ، فقد تأتي تجربة شعرية متمكنة قد تنسف مثل هذا المعتقد

وابتدت خطواتها تعزف لحن غيبة طويلة ... كنت أناظرها وأنا حاير وفي بالي سؤال
ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ ليه راحت ؟؟؟؟؟؟
وانتهينا ................ ومضى كل إلى غايته
لين غابت ف...الزحام

هنا بدأت القصيدة لديّ ... أخذت الكلمات تشرع سفنًا مغادرة إلى عالم الشعر والشعور ... وكان الإسقاط الآخر أوثق من الإسقاط الأول " ومضى كل إلى غايته " ... كان هذا الإسقاط مندمجاً مع النص ملتصقاً فيه .
هنا نشاهد ذهول الشاعر المتصاعد مع إيقاع الخطوات ... كان المشهد يحمل أكثر من سؤال ... وكان الموقف يتطلب أكثر من مجرد الكلام .. لهذا صار يردد نفس السؤال ( ليه راحت ؟؟؟؟ ) وهو كالحائر الذاهل من هول رؤية ما يراه إلى أن غابت عن عيونه في الزحام .... في الحياة .... وراء المجهول .... لتعلن موت وتيرة السؤال المتصاعدة في وجدان ولسان الشاعر وفي نفس الوقت تعلن إعلاناً آخر مغايرًا للإعلان الأول ... وهو إعلان ميلاد الشاعر مع الموقف ... والقصيدة

بعدها ...........
في كل ليلة كنت ارسم وردة في بالي واقطف منه ورده..

يتفرع الموقف مع الشاعر ... ويتجذر الحزن معه ويتأصل بشكل لا يمكن إخفاؤه ... لهذا يستحضر المحبوبة في ذهنه المتعب مع تداعيات خيوط الليل ، والليل له أسراره الخاصة ، وأبعاده النفسية على كل شاعر وكل عاشق .
يتخيل الليل كلوحة جداريه سوداء مظلمة ، تحاكي حالته النفسية التي يمر بها ، غير أن روحه المتمردة تحاول القفز على نمطية الليل الرتيبة ، بالرسم والتخيل ... والمناجاة

أمسك الورده فإيد .. وانزع الأوراق وارميها واردد..
هي تجيني.... ما تجيني ..... هي تجيني.... ما تجيني .....
لين اجفاني تعانق بعضها واتلحف عيوني
وانااااااام

يشرع بممارسة سلوكيات الأطفال العابثين بنفسية المراهق الذي تحركه أصابع الفوضى وتداعيات مرحلة ما قبل النضوج .
إنه يهرب من عالم الشعر والأدب والكتابة المتمثلة بـ " الأوراق "إلى تمني العودة إلى الأجواء المخملية والعوالم الناعمة المفقودة على أرض الواقع ، وذلك من خلال استحضارلمفردة الوردة ... بما في هذا الاستحضار من شاعرية ... وما قام به من " تنْتيف " لهذه الوردة بعث أشبه ما يكون بعبث الأطفال ... إنما كان يقوم بتصوير وضعه الخاص كعاشق مشتت محطم ... إنه يقضي بنفسه على نفسه ، وعلى من أحب من خلال هذا السلوك العابث .
إن سلوك الانتقام غير المقصود ... حركه الوعي الباطن من مجاهل الشعور لعكس هذه الحالة التي تسبب هو بها أو تسببت هي بها ... يستمر الموقف التراجيدي المليء شفافية شعورية تعدت مفهوم التراجيديا المعروفة في الفن والمسرح ، إلى حزن من نوع آخر انغرس مع الشاعر إلى ما بعد الوصول إلى النوم ، واجترار الأحلام كتفريغ نفسي لحالة الحزن الماضية ... إن الشاعر لم يسلط الضوء على هذا الحلم بل تركنا نتخيله نحن .

ولا صحيت الآهي توقف قبالي
ومن هبالي ... أول اللي صحت فيها
تذكرين !!!!!!
يوم كنتي تسأليني ( ويش أعنيلك أنا )
قولي أنك مانسيتي .... قولي انك تذكرين
صدقي اكذب عليك أن قلت لك...
وقتها ما كنت فاهم ويش كنتي تقصدين

انتقل الشاعر من عالم الحس إلى عالم اللاحس .... من عالم اليقظة إلى عالم الحلم ... نعم المحبوبة لم تعد للشاعر في الحقيقة الملموسة ، إنما هَوَس الشاعر بها هو الذي استحضرها من عالم الغياب ، لأن الفراق تأصل في النفس وعلى أرض الواقع " ومضى كل إلى غايته "
إن الشاعر والمرأة انطلقا في خطين متوازين أو متعاكسين على أدق تعبير ... وأن الشاعر أو المحبوبة لم يقوما بأي عمل من أجل اللقاء مرة أخرى بعد قوله " ليت أجفاني تعانق بعضها .. " لهذا كانت المشاهد أو المواقف تتداعى بطريقة غير منظمة ... نعم ... في الحياة الواقعية تنظم .. مهما كانت الأحداث هناك تنظيم ... أما في عالم الأحلام تخرج المشاهد عن نطاق الوعي والإدراك .
قلت في بداية الكلام عن هذه القصيدة إن موقف الشاعر مع المحبوبة كان يحتمل أكثر من سؤال ، لهذا ردد نفس السؤال أكثر من مرة ((ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ ليه راحت ؟؟؟؟؟؟ )) , وكان ذلك على أرض الواقع ، وفي عالم اليقظة والشعور أما في عالم الحلم واللاوعي واللاشعور ، انفجرت الأسئلة وتدفق الكلام ، إن الشاعر انتقم من صمته وذهوله في عالم الحس ... نعم هكذا تتجلى الأمور أمامي وأنا أعيد قراءة هذا النص ... ولعل رؤية المحبوبة هي ما حركت فيه كل هذه الطاقات المكبوتة .. وكان الأجمل في هذه الرؤية أنها رؤية من نوع آخر ... رؤية في عالم اللا رؤية .

وهكذا صار الكلام يتدفق كالنهر المتحرك

اذكر إني .................
كنت احاول إني استوعب أحاسيسي تجاهك
كنت أقول انتي ...... وأسكت
وإنتي تقولين كمّل ليه تسكت ........... قول وش ودك تقوله
كنت ارواغ في الإجابة
كنت اقول ان المطر رووووح السحابة
وانك أول من حرث هالبال بالطاري وأنبت دفتر احلامي قصيد
وكنت اقول .... أنك صباحات الوطن للمنفي اللي عذّبه به طول الحنين
كل مشتاق لدياره... وصوت جاره
وشم ريحة شيلة امه .... يوم صدره ضاق به من كثر همه
واسمعه يومه يتمتم ......
آه يمه .... آه يمه ..... آه يمه ....

ينجرف الشاعر وراء الحلم العذب المتدفق من عالم اللا شعور ... يستمر في الكلام كتعويض للصمت الذي فرضه على نفسه في عالم الحس واليقظة ... إنه ينفجر كعاشق مهموم / محموم .. يحاول الانسلاخ ولا يستطيع .. لهذا يتحايل على نفسه .. ويعمل على ضرب الأمثلة وهو في هذه الحالة يقوم بإعطاء صورة صادقة لنفسه مع المحبوبة ، خلال تسليط الضوء على العلاقة بين المطر والسحابة كعنصرين متداخلين متلازمين ... ثم ينساق وراء نفسه وخصوصياته ... وهنا أرى بدر شاكر كما في قصيدة أنشودة المطر عندما استحضر امه في سياق الحديث عن الوطن والغربة ... والشاعر هنا يحذو حذوه في هذا السلوك ، فيحاول ضرب الأمثلة أو الخروج من الموضوع من أجل العودة إليه بدماء جديدة ... فلا يجد إلا أن يرسم لنا صورته الخاصة الشخصية عن طريق استحضار الوطن والجار والأم ... وهكذا يتفاعل مع الموقف وينساق وراءه ، وينسى المحبوبة أو يتناساها حيث ينجرف وراء الآهات الخاصة به " آه يمه " التي تكررت أكثر من مرة .

كل هذا من هبالي
يوم من بالي نفيت اللي فبالي
أهلي ...... أصحابي ....... غلاي لكل غالي

يستمر تداعي الحلم العذب مع الشاعر كخيوط وهمية تتشكل ثم تعود .. تنكمش وتتمدد ... يستمر الحلم العذب , ويظل الشاعر يتحاور معها وهي صامته ... إنه يفرغ ما به من صمت وجمود سابق عن طريق حركة أخرى .. حركة الصوت والحرف والكلمة .. إنه يكاد يهذي
هذا الطرد المقصود لأهله وأصحابه ولكل الغاليين له في عالم الحس , هو ما جعله ينساق وراء تداعيات الوطن والجار والأم في المقطع السابق

كنت افكر فيك دايم ..... لأجل يشطح بك خيالي
وارسمك قدام عيني وازعللك .... وانتي عني تبعدين
لاجل لابعدتي اناديلك تعالي ... وتبعدين
وارجع انادي تعااااااااالي
وتبعدين ..............
وارجع انادي تاااااااااالي
وترجعين ...............
كل هذا لاجل أقول امزح معك.....
ما دريت أنك زعوله

يتواصل تداعيات المشهد / العلم / العذب ... المليء بالعبث والبهجة والمرح والحركات الطفولية العابثة التي يحن إليها المحبوب . إنه ينطلق كالمارد في الكلام , كالإعصار في الحديث , منعتقًا من صمته ومنتقمًا من جموده السابق في عالم الحس . فبعد ضياع المحبوبة من بين يديه ودخولها عالم المجهول وانغماسها بين زوايا النسيان , يستحضرها الشاعر من خلال الحديث مع أو عن طيفها , بعد أن فقد السيطرة عليها وظل يدور في حلقة مفرغة حول نفسه لخلق حالة من التوازن الروحي والإنضباظ النفسي بين وبين ذاته المتعطشه للحب ودفء الأنثى , لذا يحاول المزخ مع نفسه وتسلية مشاعره في الدرجة الأولى بحجة مداعبة من يحبّ عن طريق هذه الحركات الإرتدادية التي يقوم بها في سبيل بلوغ درجة النشوة في الحب , والإنعتاق من رتابة الوضع المتجمد الذي دفعه للإنزواء تحت مظلة الحلم

انتي تعنيلي الكثير
ذكريات
....وعمر فات
.... وصاحب من قبل أعرفك كنت أسولف فيك عنده...
بس مااااااااااااااااات
وشي ما اقدر اقوله

قلت في كلام سابق أن الشاعر قارن بين فقده للمحبوبة وبين فقده بطريقة غير معلنة أو واضحة للأهل والوطن والجار والأم ، ولا سيما تلك الخصوصية ذات العمق الإنساني الصادق " ريحة شيلة أمه " وصار يردد " آه يمه " أكثر من مرة .. وهاهي الآن تتضح الصورة لنا ... أمامنا ... إنها تعادل عمره الذي ضاع ... وصاحبه الذي مات ... هذا الصاحب الذي كان مكمن سر الشاعر .. إنه المقابل لنفسه الذي يتكلم معه بطريقة غير أعتيادية " من قبل أعرفك كنت أسولف فيك عنده .. " إنها تعادل المفقود الغالي الثمين الفريد الذي لن يعود .
إن مرارة استحضار أمثال هذه الذكريات توضح لنا مدى العلاقة المتأصلة بين الشاعر وبين المحبوبة .. وتؤكد لنا .... كل المشاهد السابقة .. إن الشاعر لم يرها مرة أخرى في عالم الحس ، بل في عالم الحلم والخيال ... إن صدمة اللقاء الإفتراضي / الوهمي / أعنف من مرارة الوداع ... لقد استمرت المشاهد السينمائية تتداعى أمامنا من عوالم مجهولة .

بس انا لي كلمتين .....
ويش يعني هالمطر والأرض تترجى هطوله ؟؟؟؟؟؟
ويش يعني الأب لأطفاله إذا ما لاح زوله ؟؟؟؟؟؟
بعد هذا ما أعتقد انك فيوم بتسأليني .....
( ويش اعنيلك أنا ) ؟؟؟؟؟؟
بس ابيك تجاوبيني
ويش اعنيلك أنا ؟؟؟؟؟؟ ويش اعنيلك أنا ؟؟؟؟؟؟ ويش أعنيلك أنا ؟؟؟؟؟؟

يطرح الشاعر هنا سؤالين : يتساءل عن قيمة المطر من دون الالتقاء بالأرض ... ويتساءل عن سر العلاقة بين الأب وأبنائه ... كلا السؤالين يحتمان اللقاء والحب والانصهار / الجسدي والروحي .... كلا السؤالين ينطلقان من نفسية الشاعر المتعبة .... كلا السؤالين يحملان المرارة ، أو يعلنان رفض هذه الحالة / حالة الفراق التي يعيشها الشاعر , والمحبوبة ــ على افتراض قابل للشك ــ ...
كل هذه الآهات والتساؤلات المنشورة في سماء القصيدة اختزلها المقطع الأخير وبإمكان القارئ العودة للنص من جديد للوقوف على هذه التساؤلات والآهات .. سواء آهاته كعاشق للمرأة , أو آهاته كغريب عن الوطن للوطن , أو آهاته كمشتاق للجار , أو آهاته المتعلقة به كإنسان فقد الإحساس بتواجد أمه معه . إن هذه المنظومة المتداخلة من المشاعر كعلاقات إنسانية , أو كعلاقات أسرية حميمة ... إنها نعكس بصدق قصة الإنسان , بما في هذا الإنسان من إحاسيس العشق والغربة

بس أبيك تجاوبني
ويش أعنيك أنا ؟؟؟؟؟؟ وش أعنيك أنا ؟؟؟؟؟؟ وش أعنيك أنا ؟؟؟؟؟؟
كل الكلام السابق المطروح في هذا النص .. أدى بالشاعر إلى الوصول لهذه الحالة الاستفزازية المتقززة التي فرضت عليه طرح هذا السؤال التهكمي الواضح .. الموحي بعدم ثقة الشاعر برأي المقابل وعدم تحمسه لسماع الإجابة أو الاستئناس بها ... لذا أنهى القصيدة ... وترك لنا فراغات واسعة تتحمل أكثر من سؤال

 


التعديل الأخير تم بواسطة محمد مهاوش الظفيري ; 11-01-2007 الساعة 02:28 AM.

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس