[هدوء]

/
\





حين رحلت كُنت أحتاج أن أختبئ من هذه المُصيبه و أهرب من هذا الـ مُمكن الذي قد يأخذكـ مني
و أهرب من كُل الدنيا
اختبأت تحت مكتبي الصغير وبكيتك بذهول
حاولت أمي أن تُخرجني وحاول أخي لكني بقيت تحته أبكيكـ بخوف الدنيا وحزنها وغدرها




في قلبي ثُقب , ثُقب كبير و لم أكن أفرح كما ينبغي ولاأحزن كما ينبغي وفي كل نوبه بكاء أتلاشى أتلاشى ثمـ أغيب
تبكي أمي كل مره وتندب حظي
أمي لمـ تهدأ مُنذ عرفت عن قلبي الصغير
وفي كل نوبة حُزن تنتابني تحتضنني أمي وتمتلئ عينيها الجميلتين
وفي طفولتي لمـ أكن أجري ولم أكن ألعب ولمـ أكن أضحكـ أكثر مما ينبغي كان يجب أن أكون هدوء فكنت
لازمتني مربية كبرت معي وتخصل شعرها بالأبيض كانت تمنحني وقتاً للبكاء بشهيق وتمنحني وقتاً للركض ووقتاً للضحكـ
كُنت أحبها ولازلت أحبها جداً




حين كبرت ومعي ثقبي قررت أن أُخبي عن أمي نوباتي كلها
أُمي كبرت ولم تعد قادره على الخوف الذي أُسببه لها حين ينتابني الحُزن
وبعد كل سنوات فقدكـ مازلت حين أحزن , وحين اشتاقكـ , وحين أفرح أكثر مما ينبغي أختبئ تحت مكتبي الذي كبر حين كبرت
وأبكي بذهول كما يوم الوحده الأول




.