منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أخيلة شعواء
الموضوع: أخيلة شعواء
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2013, 01:30 AM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي أخيلة شعواء


هناك أعمى ينظر تجاهي بحدّة،
تمتد نظراته أمامي كأخيلة شعواء؛
والأعين حولي ...
... لا تُبصر الخُيلاء على أرض الواقع،
في إحدى الحجرات أجد هويّتي،
بين الأصلع الصدوق والفاتن الكذوب،
وهما يرويان لي روايات لا تنتهي.
أجدني مهووساً بعاقل قد غاب عنّي،
لا أعلم لهُ شكلاً، لا أعلم لهُ لوناً،
يقينٌ فقط بأنني مُبهر بما يتركهُ من أثر داخلي.
أحياناً أضع يدي على كتفِ أحدهم فأحدو بأنّهُ هو،
ليقول لي كلاَّ لستُ أنا،
أو أنّهُ ينزاحُ قليلاً عنّي كي يثبت بأنّهُ ليس المقصود،
ولازال البحثُ جاريًا.
هناك أوقاتٌ عدّة أشعر بريشةٍ تُلامس خدّي الأيمن،
تجعلني أرسمُ ابتسامة الرغبة،
تلاشت هي الأخرى قطعا كقطع الليل المظلم،
إذعانٌ لهذا رُغماً عنّي.
هناك واقعٌ مجهول الهويّة يَتضرّعُ بين يديَّ،
لا زال في التيه هائماً يظنّهُ الحياة،
كطفلٍ يظنُّ أنَّ الجنّة تحت أقدام السماء،
ولا يعلم بأنَّ الجنّة لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت،
بُرغماتيّة تُرسل إشارات التقوى في رأسي،
إنّها فلسفةٌ صعبة، لستُ أفهمها،
وليست تفهمني؛
لعلّها أنثى على حافة الطريق ترشدني إلى حيثُ أنا،
أو تعكس صورتي داخل عينيها؛
لأراني بكل وضوح،
ثمَّ أمضي وتبقى هي تَذكرني بين الفينة والأخرى؛
وبذكراها لي أجدني كبطاقةٍ لأسفار الحياة.
سؤالٌ وجيه يطرح ذاتهُ أمامي،
ليسلّم عليَّ بكل حرارة،
فأكون كإجابة أحداثها تنحصر في ( لا أعلم )،
ديباجتها فصل من فصول السنة لا وضوح لهُ أبدا،
أهو الخريف أم الربيع،
قد يكون صيفاً قد اندمج فيه الشتاء بحداثة هذا العالم التقني الذي باتَ فيه المستحيل ذليلا.

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس