يا حيا الله أخي السعود ...
كنت شرعت في تاصيل مسألتك هذه من الناحية الشرعية ... و لكل ذي فكر أن يدلو بدلوه ..
و لا يكاد ينقضي عجبي من توجس من يظهر الشفقة على المرأة في القيادة ...
و إن كانت شفقة مكشوفة التناقض .. فأي الخيارين خير : أن تخلو بأجنبي عنها في السيارة أم تخلو بنفسها و كأنها على راحلة أو خيل أو ما شابه من وسائل النقل العتيقة .. التي لم ينكر التاريخ خلوة المرأة مع نفسها و ثالثهما الراحلة على مدار التاريخ الغابر..
إن هذه المسألة يا صديقي أشبه بتحريم بعض أهل العلم شراء المسجل حين ظهوره في البلدان العربية ثم ما لبث الأمر أن تمت أسلمته -ع حد زعمهم- و أنه ذو حدين .. و أنه و أنه..
و مثله التلفزيون و الفيديو و الرسيفرات ... و اشياء كثيرة جدا ...
ينصدم أصحاب القرار التشريعي و مصادر الفتيا لأول وهلة ، و تطغو على قدراتهم الإستنباطية عوامل البيئة المجتمعية و الموروث القبلي .. فتنظر للنصوص بمنظارٍ محدود غير واسع الأفق.. ثم ما تلبث بحكم الإلف و عموم البلوى أن ترى في الأمر مندوحة ؛ بل ربما ارتقت في إضفاء الشرعية عليه إلى حكم المستحب أو الواجب ..
و هكذا ...
و سعة المقاصد و النصوص مكَّنت أهل الفتوى من التحرك بحرية إزاء المستجدات ...و أحيانا ألجأتهم لقصر افقهم إلى التحجر ثم التناقض .. الأمر الذي أكسب العامة فقد الثقة في كثير من رموزهم العلمية و المرجعية..
لا يكاد ينقضي عجبي من الجدل حول هذه المسألة إذ أنها مسألة مصالحية إنسانية بحتة ، و لنا أن نقول أنها مسألة شرعية كذلك .. فنقول أن مقتضى صيانة الجنس اللطيف الشفاف تستدعي عدم مشاركتها في سبيلها من خلال غريب عنها ليخلو بها ؛ بل تقتضي استحداث الوسائل التي تجعلها منفردة بقدر الإمكان .
فأقول لها :
عليك أيتها الكريمة أن تغيري الإسم من المعاجم و القواميس اللغوية الحديثة و التجديدية بدلا من "سيارة" إلى "راحلة ، خيل ، ناقة" إن كانت مشكلتنا هي التسمية حتى يتغير التشريع و تنقلب الفتوى...