ماذا لو كتبت اليوم بشكل مختلف
وتوجهت بقــ ـــ(ـد)مي نحو اليقين !
.. ...
فأكتب من أجل هزائمنا و خيباتنا , من أجل الفقد والوهن .. من أجل كل الأشياء غير الممكنة في حقيقتها لسبب واحد فقط : أنها جداً جميلة ونحن جداً مشوهون .
ماذا لو أفنيت دمي في شكّي وبقيت بعدها أتردد على الورق أبحث فيه عن جذاذة مأمن ..سوف لن يهديني الموْجوعون غير القلق .. وعناوين وجعهم
سيعلمني الرواة والقاصون كيف أعيش الألم وأمضي لهزيمة أخرى حين يروضون (الفرص الجديرة) ويجعلونها حقيقةً فريدةً و ممكنة ..
تعلمّــت التعلّق بقلبي حين يزداد خفقةً بعد خفقة في الوجع دون أن أجد طريقة واحدة لشفائه !!
هل علمتكم الكتابة غير تمجيد الألم ?
هل علمتكم أن ترون الجمال في غير الأسى ?
هل تعلمنا كيف نخوضها بقلب لا يصدأ وقلم لا ينحني باسم العاطفة ?
هل كنا يوماً صغاراً وكبرنا كما يكبر الأولاد في أحضان أمهاتهم .. دون أن تخطفنا الكتابة من أحضان أمهاتنا / دون أن تشل كل كفوف الطفولة الملطخة بالبياض ؟
كبرنا وكبر فينا التضور ... تسولنا حتى الأمان ... بحثنا عنه في كل ماتطاله أقلامنا , لدينا متسع للحزن للقلق للهروب لللوم ... للبكاء والصراخ (أحياناً) ليست قليلة ولم نتعلم كيف نتصنع الفرح ,نحن نطوّع كل ما بوسعنا في تمكين بؤسنا .. ونصلب قلوبنا على ساريته
نعمّق الذبول !
ونرفض إرواء غير ورد الذاكرة
ليهدينا الشوك أخضر , لنضيع بعده في عتمة الحبر نبكي العمر كلمات لا تنضب ..
هذا ما نؤمن به لذلك نحن موتــى ــــ
وما من ذنب غير أننا تعلمنا مبكراً جداً كيف نجعل الأحرف أشقّاء لنا والكتابة رفيقة لا تخذلنا ونمنا بين السطور .. حتى همّشَنا الوجود ونسيَتنا الحياة ..
ماذا لو تطلعت لأجدك تمد يدك نحو أوراق أخرى بجوارنا وتشتهي الحزن بطعم آخر ,طعم جديد لم تتذوقه بعد !!
أنت أيضاً لاتطمح لأكثر من الخيبة ياعزيزي : تأكد أن الأوراق لا يحملها غير المقتولين (مثلي) ومن ليس لديهم وقت للعاطفه (أمثالك) ..
وأكون وقتها قد نُسِيْت مرتين ... !!
الحنين وقد تصدى له الفقد .. .. والأمنيات على (مذبح) المستحيل تُقتل بطريقةٍ شرعيةٍ وبهدوءٍ أمام قلوبنــا ~
...... ..... ........ تكفينا من هذه الحياة هذه المعضلة ياحبيبي
لا تُعطني سببا لأبكي حيــاتي بحرقة .. _حاول تهدأتي_ لرُبما تنجحُ بتعليميَ النسيان , فأنت تنجح دوماً بتعليمي أشياءاً لم أتقنها بالفطرة مثلما علمتني كيف أكون خارجة عن المعقول !
نحن لانؤمن باليقين إلا إذا تعلق الأمر بإيماننا بما نكتب !
لذا نحن نركله بأقـــ(ـد)امنا ونعزز خيباتنا
بعد كل هذا سنشــك حتى بأننا موتى في قبور ... !!!