منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - التحولات الفكرية..من عبدالله القصيمي ..إلى ..عبدالله ثابت
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2006, 01:57 AM   #7
حمد الرحيمي

كاتب

مؤسس

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العسكري مشاهدة المشاركة

أبو العلاء المعري مثلا اشتهر بشكه وإلحاده في أبيات مشهورة له والتي مع الأسف يستشهد ببعضها حتى كثير من الخطباء في المساجد دون معرفة بقائلها ،ولا ببقية القصيدة ،وأذكر منها قوله:
وينشأ ناشئ الفتيان منــا على ما كان عوّده أبوه
وما دان الفتى بحجى ولكن يـعلمه التدين أقربوه
ويقول:
أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟
وزعمت أن لنا معــادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين
ويقول :
إذا كان لا يحظى برزقك عاقــل وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى من ما لا يشتهي فتزندقا
ويقول:
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ويهود حارت والمجوس مضللهْ
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
ويقول:
في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح
كل يعظّم ديـنه يا ليت شعري ما الصحيح ؟

ولكن يقال أن أبا العلاء رجع إلى بلده معرة النعمان ولزم منزله في عزلة ،وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته سنة 449 هـ.
وإذا سلمنا جدلا بتوبة المعري ،وتراجعه فما العمل بهذا الكم الضخم من أشعاره المليئة بالشك والإلحاد ،وخصوصا رسالته الفصول والغايات.


صالح العسكري ...


صباح الخير أستاذي الكريم ...



اسمح لي أن أقف قليلاً عند شيخ المعرة لأردد ما قاله عن نفسه " أنا شيخٌ مكذوبٌ عليه " ...



واسمح لي أن أردد بيتاً من أبياته :

و ليس على الحقائق كل قولي .. ولكن فيه أصناف المجاز ...





واسمح لي أيضاً أن أقتبس نصاً من كتاب العلامة المحقق أحمد تيمور باشا " أبو العلاء المعري " بعد أن استوفى كتابه وخلُص إلى قناعةٍ تامة حول إيمان شيخ المعرة يقول فيها :

" و اعلم أرشدك الله ، أني لم أنتصر له في بعض المواضع جنوحاً إلى عصبيه أو استرسالاً مع هوى ، ولكني وقفت في الكثير من أقواله على اعتقادٍ صحيح وإيمانٍ ثابتٍ لا يخالطه ، فكان تأويل ما عداها بما يحتمله اللفظ أولى من التسرع إلى إكفار مؤمن والحكم عليه بالزندقة خصوصاً وأن ما يدل على إيمانه صريحٌ في لفظه ، والذي يوهم محتملٌ لوجهين ، فحمله على ما يوافق الصريح من أحد وجهيه أحق وأصوب " ...



أما الأبيات التي ذُكرت هنا مستشهدةً على إلحاده ففيها من المنحول - نقلاً عن العلامة ( عبد العزيز الراجكوتي الهندي ) في كتابه أبو العلاء وما إليه - كهذا :

إذا كان لا يحظى برزقك عاقــل وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يارب السماء على امرئ رأى من ما لا يشتهي فتزندقا

وهذا :

في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح
كل يعظّم ديـنه يا ليت شعري ما الصحيح ؟


ويروى :

اللاذقية فتنة ....ما بين أحمد والمسيح

هذا يعالج دلبة ... والشيخ من حنقٍ يصيح

كلٌ يشيد دينه ... ياليت شعري ما الصحيح ...





وهو وصفٌ ليس إلا ..




أما هذه الأبيات فهي تُنسب إليه ولم ترد في كتبه - ولم يُجزم بأنها منحوله كسابقتها - :

أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا وبعثت أنت لقبضها ملكين؟
وزعمت أن لنا معــادا ثانيا ما كان أغناها عن الحالين


أضف إليهما بيتاً سبقهما لتمام المعنى :

صرف الزمان مفرق الألفين ... فاحكم إلهي بين ذاك وبيني ..






أما بقية الاستشهادات فليس فيها من الإلحاد شيء ...





أما كتاب الفصول والغايات أو كما يضاف إليه كذباً " الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات " فليس إلا كتاباً في الزهد والعظات !!







وأختم ببيت لشيخنا الجليل رحمه الله :

أستغفر الله في أمني و أوجالي .... من غفلتي وتوالي سوء أعمالي









ربما لي عودة حول جزئيات أخرى في هذا الموضوع الشائك / الممتع ...




كُن بخير ...

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمد الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس