مازالت لعنة الحرف تستقطب يديّ لقتل صيغة الأمزجة المقيتة، تموج الكلمات حول رأسي كاسطوانة مشروخة ، ويعتليني في الأرق الفراغ،
ها أنت تتسلّق الجدران لتصل إلى نشوة الوجود ، تستعير من آفة الوقع شرفاً لعينيك لتبصر الوقت والحنين والذكريات ، حين كنت تغزل من الأقمار حياة أخرى لا تستوعب الشقاء ،
ها أنت والزرقة أوفت منك آخرك ، تتلعثم في حياكة المحتوى ، تضيع منك الاستعارات ، وتتمكّن منك سوءة الحاضر وعناوين السهر وسهر العناوين ، كم غربة فيك تحتضر يا قصيّ الغمام ؟
مضى زمن وأنت ذائب في غطرسة الصمت ، لا تشتهي الكتابة ولا تشتهيك ، تمجّ الرحيل موكباً غابراً تعزف منه مجدك المتطاير في اليقين ، تسكن أضيق فكرة ، وتمزّق أوسع نتيجة ، فيا لها من حريّة مسجونة وعزاء مكبوت .
ها أنت في الطرف الآخر من عمر ، في المقعد الأخير ،تلوّح للطرقات المتناسلة في دمك سلام الأبرياء ، شوق المدائن الخربة ، حنين المساءات الناضجة بالعتوم .
ولم يعجبني .