في كل ليلة قبل ان يكبلني النوم بقيود الخمول و يسجنني خلف قضبان ما ﻻ يتحقق من الأحلام الواهنة..
يأخذني الفكر بعيدا بدهاليز متشعبة الدروب متشابكة الخطوط وبعيدة المسير ..من أولها الى ما ﻻ أدركه من نهايتها.. حيث ﻻ أحد يسكن سواي بكامل تفاصيلي ... بكامل ذكريات مضى جثمانها نحو موت الماضي .. و كامل انتظار بتأمل ما سيأتي من المجهول المطوي تحت اروقة القدر . .
يسلب مني نبض القلب و يقض مضجع ما استقر من الأنفاس على وسادة حب لست أدري إن كانت ستحتوي أحﻼمي إلى نهايتها ..أم ستكسر عنقها و ترديها قتيلة قبل أن تكتمل فصول روايتها
يزج بي في معركة يتقاتل فيها قلبي الحزين ذاك الذي يدق الدماء في عروقي ليبقيها آنفة على قيد الأمل و فكر أنهكه الواقع بعقيم أيامه التي ﻻ يلبث فيه اﻻحساس ان يولد حتى يحمله نعش موته في داخلي ..
.
و ها هنا الآن أنا في دجى ليل مختلفة نجومه متسارعة عقارب ساعاته ..متوشحة سماواته بريق بدر ارتسمت على أنواره ﻵلئ مشرقة .. أنا اﻵن أشهد وﻻدة حب لم يدخل على عمري له مثيل .. ينساب بين شفتي بعذب كلمات لم تنطقها لغاتي قبﻼ .. ترتوي منها الروح إلى ما ﻻ نهاية و يحيي العمر بما لم يكن أبدا من اﻻيام
حب أدخلني جنة اﻻحﻼم و اسكنني في قصور اﻻمل وجعلني استرد مني اﻻنوثة و اسطرها على جبين رجولته التي يعبق عطرها بين كل كلمة و اخرى بما هو أجمل من قبل يجعلني استنشقه وأدخله بأنفاسي إلي ﻻحيا به و يدخل إلى حنايا القلب اهزوجة عيد .
أشعل للشوق في دفاتري لهيبا يحرق ما بين السطور من ألم راح أدراجه.. يهب أطراف بنان القلم حرقة شوق ترتقب لونا من طيفه ليرسمه في مسمعي و يرن صدى ضحكاته ترف بين أجفاني
هو نسمة عابرة تشق غمار القارات تسير وفي جوفها غيث ترتقبه ارض روحي ليمطرها بحروف العشق ويروي بيداء العمر لتزهر به نرجسا تعبق به ايامي
هو من يعبر البحار طيفا تهوي إلى محياه دقات عروقي و تتراكض إلى مبسمه في عمق الفضا بين سحب الخيال علها تمسك بيديه تسكن دفئها و تﻼمس من ثغره بعض أنفاسه يزفرها بفيه نيرانا تشعل ذروة الحب فيها وتشعله ..
هو أنت .. شيء ليس من الوجود بشيء وحياة ليس فيها ارواح تتناقلها طبقات اﻻفق
أنت شيء مختلف .. يكفي بك أن تكون أنت بكوني كل الكون
لكم جعلتني احب تلك الدقات التي تسري في عروقي في حضورك .. وتنساب شوقا حين تغيب ترتقبك لحظة بلحظة إلي تعود..
جعلت مني الناي الذي تسكنه شفتيك لتطرب بي لحنا يسري في أثير عالمك البهي و يتدفق في أجزائك يبعثرني اشﻼءا تذوب في حلو بحر جنونك .. وما يلبث اﻻ ان يلملمني على أطراف شواطئ صحوك ليخبرني أني في محض سعادتي أينما كنت
أخبرني بعد كل هذا .. أليس من "الجنون ان لا أحبك "