" لا شيء ثابت سوى التغيير " هي حِكمتي الأرسطيّة المفضّلة، ما نكون عليه قبل الاحتكاك بصنوف الجمال اللئيم على حدّ وصفك، يختلف تماما عمّا نكون عليه بعد الاحتكاك، امتلاؤنا اليوم بلا شيء نظنّه غدا،هو أرقى ما يمكن الوصول إليه من نكران الذّات وتقبّل كلّ جديد والانفتاح على كلّ الخيارات التي نراها وتأتينا، أنت حين تظنّ امتلاءك هو انتفاخ للتباهي مجرّد محرّك داخلي يدفعك للتنازل عن فكرة كنت تظنّها صحيحة وظهر لك اليوم عدم صحّتها، ربما كانت كذلك فعلا، في ذلك الوقت وعند تلك المعطيات، اليوم أنت نضجت أكثر، وتوسّعت دائرة إدراكك، لذا تجدك تعيد النّظر في مواقفك وأفكارك، تدرس كلّ جوانبها، تترك البالي منها وتعتنق الأنسب، أنت بهذا تحقق نضجك الفكريّ، والعقلانية المبتغاة في القدرة على التكيّف مع كلّ جديد.