منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وجهةٌ ضائعة
الموضوع: وجهةٌ ضائعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2020, 07:50 PM   #1
صفاء فؤاد
( كاتبة )

الصورة الرمزية صفاء فؤاد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

صفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعةصفاء فؤاد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وجهةٌ ضائعة


في تلك الشوارع المهجورة.. ظللتُ امشي تحت المطر.. شوارع خالية من المارة.. غير تلك الاعمدة التي تحمل في آخرها ضوءاً صغيرا ينير ماتحته.. كرسي من خشب عفى علي الزمن يرقد وحيداً لا أحد يجلس عليه.. كأنه يحكي قصة من الزمن الماضي،.. اقتربت منه أتحسسه.. كم قصة احتويتَ ايها الكرسي.. وكم شخص جلس عليك.. مددت يدي المرتعشة من البرد عليه ، كأنني أواسيه من حزنه .. لا اعلم لم شعرت بأنه حزين.. اهو يفتقد احدا ما؟ ام يتفقد اولئك المارة الذين يمشون بجواره؟ .. برودة سرت في جسمي ، يالها من ليلة باردة ، وسقوط المطر زادها برودة ، تأملت حولي ، .. كأنني الوحيدة في هذا العالم.. لا اصوات سوى صوت نَفَسي والمطر.. جلست ببطء على ذلك الكرسي.. اغمضت عيناي .. شددت على مظلتي ، لقد هبت رياح واشتد سقوط المطر.. قمت فزعة.. بدأت اركض واركض.. كأنني اهرب من واقع اليم.. اريد الاحتماء..سئمتُ الخوف..، ركضت كثيراً لم اكن اعلم ماهي وجهتي.. كأنني ابحث عن ذاتي.. ربما شعرت بالخوف من ذلك الهدوء الذي يعتريني.. انني لم اعد انا .. لم أعد كما أنا.. لقد فقدتُ نفسي في مكان .. ولم اعثر عليها.. جرتني قدامي الى ذلك الشارع.. وذلك الكرسي .. عدتْ مجدداً إليه.. ابحث عن بقايا ماضٍ لن يعود.. وحاضر لستُ اريده.. ومستقبلا لا اعلم عنه شيئا.. عدتُ أفتّش عن بقاياي ، بل لنقل ماتبقئ مني هاهنا.. شيئا فشيئا.. بدأ المطر يتلاشئ.. ازحتُ مظلتي لأرى فوقي.. سماء مظلمة في ليلة حالكة السواد.. لابأس.. ابتسمت وهممت بالعودة مودعة كرسي الذكريات.. هبت نسائم لطيفة لتداعب خصلات شعري المنثورة.. تلك البرودة توغلت في اعماق قلبي ، اشعرتني بارتياح .. ، ابتسمت للحظة.. وتابعت المسير الى قدري .. ربما ، قد يتغير هذا القدر مثلما توقف المطر وانقشعت السحب.. سنتقشع يوما سحابة يأسي ، ويُسقى قلبي بغيث فرحٍ.. ربما.. سيعود الربيع بأزهاره وطيوره .. والوان الفرح بادية عليه.. فقط انا لن ايأس .. وسأحلم دائما ، سألّحق في فضاءات احلامي.. ستلون أحلامي بالوان السماء الزرقاء .. يوماً ما سأمسك قطعة من تلك الغيمة النقية البيضاء .. ناعمة نقية تلمس شغاف قلبي ..اقربها مني..كأنها قطعة من روحي.. اتنفس بعمق، واطيّرها في الفضاء.. ، وهناك.. في مكان بعيد.. حيث ستشرق شمسي .. متوهجة نحو قلبي.. تضيء وتضيء لاحدود لوهجها.. وتنير لي فؤادي ،. ....

 

التوقيع

ابعتذر لك ..، سالفتنا كل بوها باختصار..،
إنّي انا المخطي ولا جاء منك يالغالي قصور.

صفاء فؤاد غير متصل   رد مع اقتباس