منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شيء من الخوف!
الموضوع: شيء من الخوف!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2023, 03:24 AM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

افتراضي شيء من الخوف!


هل تظن أن القط ينوي قتل الفأر حقاً..؟
القط أحياناً يحب العبث والمرح قليلاً قبل أن يقرر إنهاء وجبته والبحث عن أخرى.
هذا لو كان القط قط والفأر فأر.. أما والكل يمثل يا صاحبي فكيف بربك تظن أن القط الممثل سيقتل الفأر الممثل قتلاً حقيقياً في نهاية الفيلم، الذي أعده وأخرجه دهاقنة الساسة في مطابخهم الدولية..
القط في هذا الفيلم الممجوج المتكرر يستعين بالفأر، الذي هو صنيعته منذ البداية من أجل شئ واحد.. تحويل حياة سكان البيت إلى جحيم، تحت دعوى مطاردة الفأر المفسد اللئيم.. تتحول حياة سكان البيت إلى جحيم لا يطاق، ويترك أهل الدار دارهم ليستولي عليها القط الماكر. والقط هذه المرة أتقن اللعبة، فلم يأت وحده بزعم التخلص من الفأر.. بل جاء ومعه شلة من القطط الشقراء السمينة.. كل هذه القطط من أجل فأر هنا وأخر هناك.. أم من أجل حصار أهل البيت ومنع تدخل البيوت المجاورة لمنع المجزرة.. فمعروف طبعاً أن القط المدلل لن يصمد وحده أمام جيش البيت العامر. وكذلك جلب كل هذه القطط هو إعداد للسيناريو الأسوأ والمخيف.. وليس لمجرد التخويف..
وكم قلت وأكرر: أن الطريق إلى القط المدلل يبدأ من الفأر وليس العكس.. لو تخلصنا من الفأر صنيعة القط بأيدينا لا بيده الرقيقة على الفأر، والقاسية على أثاث البيت وأطفاله ونسائه وعجائزه.. لو تخلصنا من الفأر وكل فأر مدسوس له مهمة وظيفية في ديارنا لصالح القط.. لو فعلنا هذا فلم يكن القط سيجد مبرراً لتخريب البيت بدعوى البحث عن الفأر المزعوم. ولاستطاع أهل البيت والبيوت المجاورة جمع شتاتهم والوقوف صفاً واحداً أمام عدوهم القط.. فحصوننا يا سادة، بسبب تلكم الفئران العميلة، مهددة من الداخل باكثر مما هي مهددة من الخارج.
نسأل الله أن يحفظ البيت وأهله ويرحم من اختاره منهم إلى جواره، وأن يحفظ كذلك البيت العامر.. عمود الخيمة.. فهو على المحك الآن لو لم يسلمنا الله.. نسأل الله السلامة، ولا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية.. لكن إذا لم يكن من اللقاء بد، فيا عباد الله اثبتوا.. والشجاعة صبر ساعة.. والله مولى الذين أمنوا وأما الكافرين فلا مولى لهم..
فلا نامت أعين الجبناء..



 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس