منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [.. نِكَايَة بِالجُرْح ..]،.
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2012, 01:01 PM   #2
عبد الرزاق دخين
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الرزاق دخين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عبد الرزاق دخين غير متواجد حاليا

افتراضي




(( الجمال :
هو حسٌ تفاعلي، إدْرَاك ما يعنِي المطر في كفِّ متسوِّل، !
هوَ العُمْق الذي يترادف فيه الصفَاء معَ قطرةِ الندى، !
هو أنْ تستشعر كيف تورِقُ رحمة اللهِ في قلبٍ غليظٍ فيحيله إلىَ واحة حبٍ و رأفة و إحسان ..! ))

حميلة الرَّاشد.


تذكرت أنني كتبت ذات يوم عن الجمال، وبما أن الشيء بالشيء يذكر.. أقصد الجمال بالجمال يذكر أحببت أن أتطفل هنا.

علم الجمال.. (الاستيطيقا..)

الاستيطيقا ( Aesthetics ) كلمة تعني علم الجمال، والاستيطيقا كلمة يونانية تعني ( الإدراك الحسِّي )، وأول من دعى الى تأسيس علم الجمال تحتً هذا المسمى هو ( Baumgarten.G.A 1714 - 1762 )، والاستيطيقا، أو علم الجمال يعرف بأنَّه علمٌ يختص بالأحكام التَّقويمية الَّتي تميزُ بينَ القبحِ، والجمال، وقد قسم بعض الفلاسفة علم الجمال إلى تسعة من الفنون، والبعض منهم قسموه إلى 12 فناً، كالأدب ( الشِّعر، والرواية، والقصة...الخ. )، - وقد قال أرسطو فيما يتعلق بالشِّعر في قيَّمِ الجمال : (( الشِّعرُ أغزر حقيقة من التَّاريخ )) -، والرَّسم ( الرَّسمُ، والنَّحتُ، والتَّشكيل... )، والموسيقى ( مقطوعات موسيقية، أغاني، سيموفينيات.... )، والفاجعية ( الموسيقى التَّصورية )، والذَّواقة، والمسرح، والهندام، والجنس، وهكذا...إلخ.، ويعد سقراط هو أول من تنبه إلى علم الجمال - قبل أن يتأسسَ علم الجمال، كعلم -، إذ أنَّه أحضر ذات مرة مزهريتين الأولى رثِّة بالية، وقد وضع بداخلها بعض الزَّهور ذات الرائحة الطيبة، والثَّانية أش، وبداخلها روث بغال، وسأل تلاميذه عن أيهما أجمل من الأخرى، فأجابوا بأنَّ الجديدة أجمل، فبيَّن لهم خطأ الحكم على شكل الأشياء، فالجمال جوهر، وليس شكلا، وهو أول من قال بأنَّ جسد الإنسان إناءٌ لما داخله، ولكن من هو هذا الإنسان؟! :

(( إن الإنسان كما عرفه الإغريق إنَّه أعجب العجائب، وهو مركز الكون ممَّ دفع علماء الاجتماع للوصول إلى صيغة جامعة تعرِّف الإنسان، وتميزه عن باقي الكائنات الحيَّة، وحددتْ علاقاتٌ ثلاث في تعريف الإنسان، وإن الكائن البشري إذا فقد إحدى هذه العلاقات يخرج عن كونه إنساناً ذو قيمة، ولايمكن أن يخطو خطوات جادة
في تعظيم الإرث البشري الثَّقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، وحتَّى الجمالي وهذه العلاقات هي :

العلاقة المعرفية أي ( المنطق – الحق )، والعلاقة الأخلاقية، أي ( الخير )، والعلاقة الجمالية ( الجمال ).

يتسم الإنسان للوهلة الأولى بنفس الاحتياجات الَّتي تلازم أي كائن حي آخر، فهو ملزم بأنّ يأكل، ويشرب، ويحمي نفسه من البرد، والحر، ومن هجمات الأعداء، وأن يحافظ على نسله، غير إنَّه يلبي هذه الاحتياجات بطريقة تختلف عن سلوك الحيوان، أما الحيوان، فمهما قام من أفعال معقدة تشبه للوهلة الأولى أفعال الإنسان، يبقى على الدَّوام خاضعاً لتأثير إحتياجاته البيولوجية المباشرة، فالشَّيء الَّذي لا يمس أسس نشاط الحيوان الحياتية يبقى، وكأنه غير موجود بالنَّسبة له، فالكائنات الحيَّة غير الإنسان ليس من سجاياها معرفة العالم بحد ذاته أي ( العلاقة المعرفية )، والتَّمتع بجمال العالم، وشموخ الجبال، وبصفاء السَّماء، وخضرة الغابات، ونقاء الأنهار، ولا يشكل أي شيء ذو قيمة بالنِّسبة للحيوان لهذا، فهو لا يكترث بالعلاقة الجمالية، وليس من سجايا الحيوان أيضا القدرة على أن يضع نفسه في محل سواه، أي أن يضحي بنفسه، وينكر ذاته من أجل باقي الحيوانات من بني جنسه، لهذا فهو يفتقر للعلاقة الأخلاقية الَّتي تتمثل في الخير، ويقول بتشه ( إن النمر يعرف جيداً كيف يجب ان يكون نمراً، والعنكبوت يحيا مثلما تحيا العناكب، والسنونو تطبعت بالطباع الَّتي تليق بالسنونو، سوى الإنسان وحده ملزم بانّ يتعلم كيف يجب أن يكون إنسانا )، ويلاحظ إن السَّعي إلى الحقيقة المطلقة، والحاجة إلى الجمال، والتَّعطش إلى الخير من أبرز، وأهم مواصفات الإنسان الجاري تناوله من جانب حياته الروحية، والمادية، ولكننا إذا اقتصرنا على تعريف جوهر الإنسان باعتباره متحلياً بالحقيقة المطلقة، والخير والجمال، فسوف نصطدم بقدر جم من التَّناقضات، لأن فهم هذا الثَّالوث، إن فُهم هذا الثالوث يختلف بإختلاف المجتمعات، والعصور التاريخية، وإن جوهر الإنسان ليس مجرداً يتسم به فرد بعينه إنما هو في واقعه مجموع العلاقات الاجتماعية كافة، وبهذا التعريف المقتضب للإنسان الذي أرهق الكثير من علماء الاجتماع، وعلماء النفس، كان حصيلة تطور الفكر البشري، ونتيجة دراسات معمقة، ومختصة في مجال دراسة الإنسان، والمجتمع )).

ودِّي يا جميلة.

 

التوقيع


أعمى هو المساء الَّذي ليس فيه قمرًا.

عبد الرزاق دخين غير متصل   رد مع اقتباس