منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - تَأمُلٌ وَضَوْءْ فِيِ [ جانا الليل ] لـٍ بركات الشمّري ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2007, 06:40 PM   #1
عُهود عبد الكريم
( أُنْـثَـى اَلْمَـطَـرْ )

Cool تَأمُلٌ وَضَوْءْ فِيِ [ جانا الليل ] لـٍ بركات الشمّري ..!




|.... الآن مضى أسبوع منذُ سمعتها على صفحات التلفاز ..
ولازالت " تعال أقهويك الهلا والهيل " ترنٌ في مسمعي وأتمتم بها إعجاباً مُطلقاً وتعجباً كيف صنعها ؟
كيف كانت سطراً / شطراً من قصيدة لم يختل بها ميزان الشعر؟
كيف ابتكرها ومن أين ؟
هل أتت على صدفة انسياق الشعر في " حلق " الشاعر وكتبها متسلسلة في " كأس " الحبر الذي خطّ به قصيدته ؟
أم أنه اقتنصها من ألف فكرة تمنعت و امتنعت عن الترويض في أحشاء القصيدة ؟
هل تعب في الحصول على المعنى / الحرف / الكلمات المناسبة للجرس الموسيقي القصيدي ؟
أم أنه لم يتكلف وأتاه الشعر ربيعاً يختال ضاحكاً مستبشراً ؟
بالمناسبة ..
أنا لا أبالغ ..
هُناك محطات في القصيدة إعجازيه تقف على سور / حافة .. السهل الممتنع..
ــــــــــــــــــــ ..!
|.... يا ألله .. كيف قالها " تعال أقهويك الهلا والهيل " نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
آمنت بأن الله أودع سر الشعر في قلوب الشعراء ينساب من أفئدتهم " بسهولة / بلا تكلف " كما ينساب الحديث " الغجري " من أفواه غيرهم ..
وآمنت كذلك بأن الصناعة الشعرية , والتدفق الشعري , قد لا يجتمعان ولكنهما يلتقيان , بمعنى – كيلا لا أتهم بالبعد عن المعنى – نجد من يتكلفون صناعة القصيدة , كأنهم يعصرونها عصراً من كبد الزيتون فيتقاطر نور الزيت النوراني متماسكاً , يقرؤون قصائدهم يكررون الرؤيا يبدلون ويغيرون ويحولون حتى تخرج العروس كاملة مكتملة .. وهُنا نذكر أصحاب الحوليات , فبالرغم من أن التسمية ارتبطت بمرور حول كامل أو أكثر قد تصل لـٍ سبع سنوات على تنقيح القصيدة – إن صح التعبير - إلا أن وصف ( نصوص حولية) " من الجائز أن يرتبط بالنصوص التي يصنعها كتابها صناعة يتكلفون بها كي يخرج أجود الإنتاج لـٍ قرائهم " أما اللفظ المناسب , فيقال "المحكمات " التي يحكمونها ويتحكمون في جودتها ولربما هي ضالة أصحاب الصنعة الحكمة المتمثلة في ألماسية المُخرَجْ للآخرين .. وعليهم من الأمثلة كثيرون لا أعلم في عالم " النبطي " الكثير ولكن يقف " ابن هذّال " على رأس أصحاب الحوليات النبطية , مع إتفاقنا المُبرم أن "حوليات" لم تعد تُشير لمرور الحول على تكلف الصناعة بل على مرور الزمن دون تحديد نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من اللائق أن نذكر زهير بن أبي سلمى كمؤسس لمدرسة صناعة الشعر العربي كذلك من المستحسن أن ألفت النظر إلى – نظرة خاصة تحتمل الصواب والخطأ – أن هُناك تشابهة كبير بين بركات وزهير , إن لم يكن من باب صناعة الشعر الفاخر والتكلف المشروع بل المطلوب في إخراج النصوص الفارهه المترفة فليكن التشابه في العفة والخُلق كعناوين واضحة لاتجاهاتهم , و السهولة المقرونة بجزالة اللفظ وإيراد الحكمة بشيء من مزج الأمر بالنصح ..!
|.... خارج المعلوم ../..
لدي من الأسباب ثُلة للربط بين الـ زهير وبركات , وهي ليست على سبيل المجاملة أو من باب المُبالغة ولكنها قناعة شخصية قابلة للإعتراض السلمي من الآخرين , السؤال الذي قد يُطرح لمً لم يتم الربط مع قُطب من أعلام النبطي , ولسهولة الإجابة أوردها كي تعم الفائدة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة حصيلتي المعلوماتية بشعراء العامية حصيلة فقيرة لا تتجاوز الإعجاب بعدد من القصائد أولاً ثم مرتكبيها ..!
ــــــــــــــــــــ ..!
../.. كيف قرأت هذه القصيدة ؟
قم ولّم الإحساس .. جانا الليـل
رتّب حنينه .. شبّ مصباحـة !!

الخطاب للآخر , والفعل الأمر مرن غير قابل للمفاوضة , ولا ينضم لقائمة الأفعال من فئة الأمر الحاصلة على نكهة التسلط , بل على العكس الخطاب حبل مرتخي جداً , لينٌ في غير خضوع , هذه دلالات الجملة الفعلية " قم ولم الإحساس " .. ألبس الشاعر الفعل الأمر لباس الطلب المستلذ للمُخاطب .. ورغم تتابع " الأوامر " على رأس المخاطب إلا أن غايتها النبيلة تشفع للشاعر .. فـ الدعوة للقيام والـ " توليم" – إن صحت الصياغة – هي دافع طائيّ جُبلَ عليه العربي الأصيل , ولا غرابة في مضاعفة الكرم حينما يكون الضيف خارج عن العادة وعن المستوى المتعارف , الضيف زمنٌ ولون أسود والمُضيف بشر وفرشاة حبر , والوليمة مائدةٌ عليها ما لذّ وطاب من الأحاسيس !
تركيبٌ وصياغة خارجة عن مألوف الاستعارات والتشبيهات – كما أرى –
* بداية من [ قم ] فيها سرعة طلب لـٍ إتمام الكرم والضيافة .
* مروراً بـٍ [ ولّم ] مأخوذة من الوليمة طعام العرس , وكأن قدوم الليل مأدبة عُرس لا يكون فيها إلا إتباع الهدي النبوي " أولم ولو بشاةٍ " .
* [ ولّم الإحساس ] أي حاتمية وكرم أكثر من أن يقتطع المُضيف من أوردة مشاعره قرابين " إحساس " كي يرضى عنه الضيف ؟
* [ جانا الليل ] طعم الفزعة البدوية , رائحة النشوة والفرحة بقدوم الضيوف وإن كانوا غير مُرحبٍ بهم فتقديم واجب الضيافة أمرٌ لازم / واجب / مؤكد .. ومطلوب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* [ رتب حنينه / شب مصباحه ] ضمير الهاء يعود على الإحساس حيث يرغب الشاعر أن يكتمل ما يقدمه لضيفه , يُريد وجبة الضيافة مُرتبة الحنين مضاءة القناديل ولعلها من جانب إتقان العمل / إيفاء الضيف بل الضيافة حقها ومستحقها ..
هذا البيت على العموم كـ بداية للقصيدة هو بمثابة حجر الزاوية في بناءها , لخص بكلماته البسيطة موضوع الفكرة ورتب المحاور الـ سيدور حولها الغوص في القصيدة .. ما ذا أقول غير ..
قم ولّم الإحساس .. جانا الليـل
رتّب حنينه .. شبّ مصباحـة !!

ــــــــــــــــــــ ..!
الصب ... صب وأغرق المنديل !
والموت عينه .. عين لمّاحـه !!

* [ الصَبْ ] جاء في مختار الصحاح .. صبّ: صبّ الماء أي سكبه والصُبابة بقية الماء في الإناء وجاء في القاموس المحيط .. الصَبابة: الشوق , رقة الشوق , رقة الهوى , و صبّه أراقه .. والقريب أو المُناسب القول بأن رقة الشوق انسكبت حتى غَرِقَ المنديل في بحور الشوق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* جاء ذكر الموت , ولم يعد ثمة استغراب في مزج الألوان الشعورية للكاتب فيما يكتب ولربما السبب هو مزيج العُمر و الهموم اليومية والآلام العربية بداخل أصحاب الأقلام لذا نراهم لا ينفكون من ذكر شقيَّ المواقف دائها ودوائها , هذا إذا أُعتبر أن ذكر الموت غير مناسب , وفي الحقيقة فإن الأنفس المطمئنة بذكر الله تنعم بترديد آيّ الموت لأنها عبرة المعبرين ودرس المتعظين ..
نعود لـٍ [والموت عينه .. عين لمّاحـه] قد سبق في الشطر السابق ذكر حال الغرق , والغريق الشهيد يتلذذ بالموت بل إن الموت ليفخر أن يخطف الغريق وتلتف سكين الفناء بروح الغريق , هذا المخرج كما أراه لذكر الموت , والمعنى في بطن الشاعر ولكن نقول أن تشخيص الموت وتركيب حاسة العين / النظر له , إشباع كامل للوصف , ثم إن وصف تفاصيل العين و اختصارها بـٍ [ لماحة ] شاعرية عُظمى لدى الشاعر , فـ الموت ومن وراءه ملك الموت ومن فوقهما الأجل والكتاب لا يتأخر هذا الجمع الغفير عن تأدية واجب " اقتلاع الروح " من جسدها متى ما حان الوقت المقدر..
لماذا كانت عين الموت لماحة؟
ليس فقط لـٍ ضرورة الشعر وترتيب القوافي , ولكن لأن " لمحَ إليه أي أختلس النظر " وفي الصحاح " لمحة أبصره بنظرٍ خفيف " وأقول أن كلمة لماح غدت تُطلق على الذكي " من يلتقطها وهي تطير في كبد سماء التفكير " وهكذا هو الموت ذكي يلتقط الوقت المناسب لقبض الروح ويسترق النظر كي يقنن على شخصٍ بذاته دون غيره لأنه هو المقصود ..!
المُلاحظ أن البيت الثاني يحمل من شاعرية التدفق الكثير , فالشوق انهمر وفكرة الموت والفناء حاضره لهذا فإن الشاعر أصر ولو بداخلة دون شُعور على تأدية فرائض الكرم لهذه الليلة / لهذا الضيف , لأن تكرار حدوث هذا غير مضمون وهو بهذا – إن صح كما أرى – يسير على خطى الحق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ــــــــــــــــــــ ..!
لانام جرحه .. أشعل الـقنديل !
شف كيف تصحى باقي جراحه !؟

الهاء في [ جرحه ] تعود على الإحساس , هذه الوليمة الملكية للقادم من عُمق الزمن " الليل " .. بالمناسبة كي تتضح رؤيا هذه الليلة / القصيدة رغم شمسها الساطعة فـ الشاعر يُخاطب روح نجهلها ويعلمُها , نحترمها و يودّها ,
لذا فهو يخبر هذه الروح بأنه لو نام / تخاذل أحد الجروح المنسابة من قلعة الإحساس فـ الدواء أن يشتعل قنديل السهر , الكفيل بـٍ دفع عجلة التيقظ لبقية الجروح , كي تبقى حُراساً منتبهين ، مُنبهين لأجل أمن وهدوء هذه الليلة الخارجة عن المألوف : )
* في البيت الأول استخدم الشاعر لفظ " شب " وألصقها بالمصباح و شبَّ تأتي بمعنى أوقد وتستخدم في التعبير عن ولادة الحرب فيقول العرب " شبت الحرب " لما تحمله الكلمة من اندفاع وشجاعة إن صح التعبير أما في هذا البيت فلقد أستخدم الاشتعال " والشعلة واحدة وغالباً ما يقال أشعل النار في الحطب , والجميل أنه على نهاية المنتصف الأول من سهراية الليل حينما يشتد البرد يشعل الشاعر بكرم ضيافته قناديل الجروح كيلا ينتقص من أجر الضيافة قنطار نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ــــــــــــــــــــ ..!
ولاحط ( آهه ) في يدينك/ شيل !
ياشين ! حِس ّ شلون صدّاحـة !

*يألله ..
إن تصور البيت حقيقة واقعةً أمرٌ يدعوا للاسترخاء ..
للتجول أملاً في ملكوت الكون ..
أن يتحرك صنم الشعور , يوزع جروحه وتشتعل القناديل إحتفالاً بالجروح ..
أن يسري دمٌ دافئ في شرايين الشموع فلا تذبل , ولا تتقاطر قهراً بل تتوزع خيوط آهاتٍ على صفحات الفضاء وتلتقطها نعومة اليدين , فيدوم مولد الشمس في راحة الأنامل , ويستمر عُرسُ الخيال ..
أن يحدث هذا , كُلُ هذا في سويعات السهر , لغاية الكرم , وإحداث هزّةٍ في مُحيط الملل ومن خلفة ذُرية الحياة المُعدمة .. هو وقتٌ بشير و يبشر بالياقوت نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ــــــــــــــــــــ ..!
واحضن دموعك بالخفا/لاقيـل :
( ماكل وردة حب ... فواحه ) !!

* [ بالخفا ] لأنها راحة الروح وإن أستأنس البشر ببعضهم تبقى دقائق الراحة وخلوة النفس لها مذاق " الذات " الطيبة ..
*[ احضن دموعك ] تتوقف جميع دلائل الإشادة عند هذه المقطوعة , والأسباب كثيرة ولكن الدهشة واحدة !
احتضان الدموع عملية طبيعية إن تحدثنا من جهة أن الأهداب ومن خلفها الأجفان ومملكتهما العيون تحتضن الدمع أيما احتضان تدلـله بين ميعة الانسكاب وتحفظّ البقاء في المُقل , لم أفكر قبل الآن أن عيناي تحتضن دموعي وحضنها وفير وأملس كرخامٍ لين : )
احتضان الدموع في الخفاء لا يخلوا من مساعدات جانبية منها ( وسادةٌ لم تتزوج , أو منديل لم يبتل , رُبما أصابع خشنة , أو طرف " شماغٍ " ساهر )
احتضان الدموع ماذا لو أخبرتكم أنه يكون في القلب فلا تقتل الدمعة على الخدود و لا تتبخر عند أطراف الشفاه ولا تكفن في تابوت منديل ؟!
هذه حقيقة " ضمة الدمع "
ولكن لماذا / ومتى نحتضن الدموع ؟
حينما تكون زهرة الحب ( صناعية / ذابلة / ورقية / معدنية / صدئة / متهرئة ) حينما يصل الخبر الأخير أن قضية الحب هذه حُكِمَ عليها بـٍ الإعدام المؤبد مع الذكريات الشاقة , وقتها شموخ الروح يأبى توضيح الوجع ..
وقتها لا يكون الحل الأمثل سوى احتضان الدموع وبالخفاء , بالخفاء , بالخفاااءْ ..!

ــــــــــــــــــــ ..!
وقل للمواجع : أصبري .. والويل
للي خذاه البعد ..... وارياحـه !
لا زال الخطاب يأز المخاطب كي يمتثل لـِ ليونه الأفعال الأمر : )
* الأصالة في الذات لا تظهر إلا حينما لا يبقى أمامنا خَيار سوى أن نبيع الظلم أو لا نعفوا! ماذا لو استقبلنا الأوجاع من جديد ؟ ورفضنا الوداع بعد عشرةٍ طويلة من الهم والتعب والندم والسهر والنحيب والتوجع والعناء ؟
حينها يكون المنطق أن نطلب الصبر من المواجع لربما عادت الرياح أدراجها تحمل خُفي الهزيمة وتعود بقلب ذلك الذي أتعبنا بُعده و ابتعاده ؟
من الجماليات أن ينبت للبعد رياح ! وتتعلم الجراح الصبر !
غاية الإبداع أن تكتب شيء لم يكتبه ولن يكتبه إلا أنت ويكون لكْ !

ــــــــــــــــــــ ..!
وقل للأماني : لاعطاك ِ السيـل
للحين فينا .... منتي مرتاحـة !

ذهول من جديد !!!
تصنيف الأماني من طائفة القلق بسبب التواجد في الروح الإنسانية تشبيه وتركيب بنظري لم يسبق له مثيل : )
كيف تَصور الشاعر أن الأماني ولربما لا تكون جمعاً قد تكون أُمنية واحدة وحيدة , أقول كيف تصورها على نيران من القلق والتوتر لا ترتاح ولا تُريد أن ترتاح وكأنها في سجن وغايتها الخروج , وليس الخروج بمعنى التحقق على أرض الواقع الـ غالباً " غير جميل " ولكنه الخروج من عُنق الوجود والموت فوق رأس الـ لا تحقق !
فـ لماذا هذه الأماني غير مخلصة ولم تتعلم الوفاء ؟
نحن من خلقها في ذاكرة الخيال ورسمناها على صفحات الرغبة في التحقيق فلمً كانت عاقة وغير مهذبة ورغبتها الكُبرى الخروج ؟
تستحق دعاء الشاعر فـ تُحرم من السيل تلك الرغبات القلقة : )

ــــــــــــــــــــ ..!
قلّي : أحبك : قل : أحبـك حيـل
خل الطعون اتعيش في راحـة !

* الكلمة الدواء / العلاج / الشفاء / الوصفة السحرية / اللمسة الحنونة / الأفق الوردي / الربيع / الجمال / طعم السكر / بياض الياسمين ..
هذا هو الطلب البسيط الذي اختبأ من جديد خلف فعل أمر : )
* [ قلي ] أنا , الياء تعود عليه هو , الملكية تظهر بشكل " نرجسي " فكل شيء قابل للتفاوض إلا الحب للقلب فقط ولا شريك مع المحبوب : )
* [ قل أحبك حيل ] تأكيد الطب بتكراره رغم ظهور الملكية والرغبة بالاستئثار في الصيغة الأولى من الطلب ولكن الإعادة هُنا مقصودة متعمدة وخارج التردد لأنها أولاً لروح المحبوب ومنه فـ فراش الطلب " أحمدي " نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولأن الطمع – الطمع في الحب – نبلٌ فيه !
ولأن البلسم الذي طلبه ( كلمة أحبك ) لغاية الراحة له ولطعناته التي أخلص لها ولم يبعها لـٍ أول مركزٍ صحي يصادفه في خيالة وليلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ــــــــــــــــــــ ..!
تعال أقهويك الـهـلا والـهيـل
وافتح لك الخفّاق .. واجتاحـه !

بسبب هذه الجريمة ربطتُ بين بركات وزهُير ..
وبسببها كتبت هذه الخربشات ..
وبسببها تأملت وفكرت " كثيراً " وحينما أقول كثيراً فهي كثير بالفعل : )
* الشطر الأول بسيط غاية البساطة فلا تراكيب ولا تشبيهات ولا كنايات ولا استعارات ولا تأخير أو تقديم ولا حاجة شعرية تدعوه للتأويل ولا دعوة مرتبطة بشطر آخر ولا كلمة ناقصة وإكمالها سابقاً أو لا حقاً إنها قصيدة : )
قصيدة بالفعل وليست شطراً من بيت .. ولكي تتضح حقيقة القصيدة كررها عزيزي القاري وحدها دون إضافات ولوازم أو توابع ..
تعال أقهويك الهلا والهيل
تعال أقهويك الهلا والهيل
تعال أقهويك الهلا والهيل
تعال أقهويك الهلا والهيل
تعال أقهويك الهلا والهيل
تعال أقهويك الهلا والهيل
تعال أقهويك الهلا والهيل
أرأيت كيف هي قصيدة , وكيف أنها تُنطق بلا تكلف وفي أي وقت , وتكون إجابة عن سؤال وسؤال عن حال وترحيب وتهليل وعتاب وغضب وحب وتوبيخ ومودة وكمية شاسعة من الغلا ؟
*أتصور كيف يكون طعم كلمة " هلا" في وسط فنجان ؟
وكيف يكون لون الهيل على شفة أغرقها الفرح ؟
وماذا يكون لو صنعت القهوة من حروف كلمة " هلا " وتعطرت بياسمين " الهيل ؟
ألله عليك يا بركات ..
* تستمر حاتمية العطاء فـ فوق الهلا والهيل ووليمة الإحساس يقدم قلبه الـ يخفق ولاءً بالحب لها / لتلك الروح التي يخاطبها / لحُلمه / لأمنيته البيضاء .. لمن يُهديه " أحبك " على استحياء ..
* [ الخفّاق ] لأنه يخفق قلب لا يموت, ولأن القلب حينما يخفق يحدث له اضطراب وهو شبيه بحال الراية الـ تخفق نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ورغم أن القلب يخفق غالباً فرحاً ورُبما يكون هُنا وجعاً / ارتباكا .. إلا أنه قدمه فدية لـٍ الاجتياح !

ــــــــــــــــــــ ..!
عاشقك شاعر من ظهور الخيـل
شاعرك عاشـق حـب ّ ذبّاحـة

* بطاقة تعريف .. يسكبها على مسمع الليل , والروح , والوليمة , والهيل : )
من الطبقة الشاعرية وهي أعلا مراتب المجتمع البشري , من صلب ظهر معدنه / صورته / حقيقته , منذ اللحظات الأولى في القصيدة , معدن الكرم والوفاء حتى مع الطعنات والجروح : )
* [ عاشقك شاعر / شاعرك عاشق ] قدم العشق في الصورة الأولى لأنه الأعلى في قلبه , ثم أهداها شعره كل شعره في الشطر الآخر وفي كليهما قدّم التعريف سواء بالعشق أو بهدية الشعر وأسبغً عليها نعمة التملّك / التمليك : )
ــــــــــــــــــــ ..!
وإلى هُنا .. يتوقف الموت .. بتروا حبال الصوت ,, وماتت أحرفي ؟
كيف سـ أكمل بقية الهذيان دون إلقاء بركات ؟
بقية الوليمة ..
عفواً بقية " جانا الليل ..!
[POEM="font="Traditional Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يبرق لك الاوجاع كان تخييـل ! = وبرق المواصل فيك مـا لاحـة
ذبح لك عيونه عشـان تسيـل ! = ولحّنك ( غنوة مأتم افراحـه ) !
يرسم عيونك للجـدي وسهيـل = ويعد ْ بسمك حـب ْ مسباحـه !
أغناه حظـه بالتعـب / وبْخيـل = حظ ٍ حرمه يموت في راحـه !!
يالله تعال انموت / جانـا الليـل = خل الحنين .. وخل مصباحـة !!
ماطاح من كتف الليالي حيـل ! = بس طاحت من الروح تفّاحـة !![/POEM]

ــــــــــــــــــــ ..!
قبل أن أختم تأتيني الآن مقولة من عُمق الفلسفة الصينية تقول:
[ لا تستعرض قُدراتك .. تشع منك القوة ..!
لا تبرر نفسك .. تتميز ..َ
كن كلاً واحداً غير موزع .. تأتي لكً الأشياء جميعاً ..! ]
وهذا ما حدث مع الإبداع " بركات " ..
أتى بصنعة شعرية لم يستعرض فيها قواته فخرجت تشع قوةً !
لم يبرر أبياته ولم يبرر وليمة الليل وكرم الضيافة .. فتميز !
أتت القصيدة وهو كلاً موحداً فـ أتى كُل الشعر : )
كلمة أخيرة ..
هذه القصيدة ستبقى ولن تموت , وسيكررها الكثيرون .. ولربما تغنى بها المُغنون .. حينها لا تنسوا أني من تنبأ لها بقيامة الذكرى أبداً ..!

بدأت في الـ 05:40 ص .... إلى 11:06 ص ..
8-12-2007م ..

..

 

التوقيع

|[.... القراءة تُطفئ غضب العلم ....]|

عُهود عبد الكريم غير متصل   رد مع اقتباس