منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [عَدّاً وَ نَقْدَاً - 1 - ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2007, 06:28 PM   #1
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي [عَدّاً وَ نَقْدَاً - 1 - ]



[ 1 ]


( ................................... )



[ 2 ]


ليس من الضرورة عند قولنا : نقدٌ بنّاء استحضار
النقيض المسمّى - تجاوزاً و خطأ - نقدٌ هدّام إذ
لا نقد يهدم - أبداً - لأنّ صفة البنّاء تلازم النقد دائماً
وهيَ شرطه الأساسيّ ليكون نقداً .
ما يهدمُ أو يأخذ صفة الهدّام و الهادم هو الجهل
والجهل كثيرٌ ومتنوّع ويسكن كلّ شيء لأنّه يهدم كل شيء .


[ 3 ]


يطالب الأدباء بالنقد البنّاء و يُجيزون إطلاق صفة الناقد
و قبول النقد عندما يكون ذلك النقد بنّاءً !
لكن ما حاول البعض تمريره علينا كمتلقين هو تضييق صفة
بنّاء بحيث لا تتسع إلاّ فيما كان نقداً - مادحاً - لنصوصهم ،
أما ما خالف المدح و الثناء إلى القدح والسواء فلا وصف
له عندهم إلاّ بالنقد الهدّام ! .


[ 4 ]


يشبه الشاعر رجل الأمن في مهمّة القبض وهذه لذة
الشعر الخالدة بينما القارئ أقرب إلى باحثٍ في الجريمة
عندما يُحيطه الشعر بالمفاجأة التي تحاصره بـ كيف ؟
مقترباً بذلك من الباحث المُطالب بالإجابة عن : كيف حدثت ؟
أمّا الناقد فلا وصف له إلا عالم الاجتماع الذي تقتصر
مهمته بالإجابة على سؤال : لماذا ؟
أي :
لماذا هذا الشيء جيّد أو لماذا هذا الشيء سيء ؟ .


[ 5 ]


لكلّ قارئ ذائقته الخاصة و لكن ليس في قولنا :
" خاصة " من شافع له بمعرفة تفاصيلها وملامحها إذ الناقد
وحده مَن يعرف ذائقته جيداً وباستطاعته رسمها وتحديدها
لأنّه القادر على الإجابة المقنعة - تقعيداً - عندما يُسأل بـ :
لماذا قلتَ بجمال / بقبح هذا الشيء ؟
أمّا مَن يُجيبك بـ " لا أعلم ولكنّني لا أحب / أحب ذلك الشيء
و هو يوافق / يخالف ذائقتي " فهذا جهلٌ ذو ثلاث شُعَب :
- جهلٌ بذائقتك
- جهلٌ بالأشياء من حولك
- جهلٌ بك يؤدّي إلى زعزعة أفكارك عند أول اصطدام مع
الآخر المُخالف .


[ 6 ]



رأيك نابعٌ من ذائقتك وعندما لا يكون لرأيك ما يؤيّده سوى
العودة إلى الذائقة التي انطلقتَ منها مسبقاً فلا يمكنني
إلاّ نعتكَ و رأيك بالسذاجة إذ لا ملام حينها - علي - لأنّك
ورأيك تدوران في حلقة مفرغة لتعودان إلى نفس النقطة
فارغين إلاّ من جهل .


[ 7 ]


يقول عبدالله بن علوش في لقاءٍ إذاعيّ :
" لا استسيغ بدر بن عبدالمحسن كشاعر نثر كما لا يعجبني نايف صقر "


[ 8 ]


أعظم الأمثلة على الهدم :
مَن قسّم الشعر و قَسَمه أو قعّده و عقّده
أو حوّره و سوّره أو وقّته و مقّته حتّى سمعنا بـ :
تقليديّ و حداثيّ و عموديّ و تفعيليّ !!!
وكلّ هادمٍ جهل إذ كل جهلٍ هادم و كلّ بنّاءٍ علم إذ
كل علمٍ بان .


[ 9 ]


عندما يكثر السيء في الشعر يُطالب الكثير بالنقد
ظنّاً منهم بأنّه المسؤول عن الحدّ من تكاثره وإيقاف زحفه !!
مع أنّ النقد ليست هذه مهمته ، بل تلك مهمّة وسائل
الإعلام .. مهمّة النقد فتحُ الأبواب لا إغلاقها حتّى فيما أُعتقدَ
سوءه .


[ 10 ]


القراءة الانطباعيّة ظالمةٌ - غالباً -
إذ لو كانت عادلةً بقانونها و مُقنّنةً بعدلها ما تعدّدت محاولات
البحث عن ذلك العدل في نعتها بـ :
قراءة انطباعية أولى و ثانية و ثالثة ... إلخ .



*
مجلة وضوح من عددٍ سابق .

 

التوقيع

[ الموزونات ]

http://greeb2.blogspot.com/?m=1

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس