.
.
.
ما أحلا الشفر ماحلاه من ورّده مشكور
..... مشكور من فكر وجاب امتيازاته
انا رحت اشاهد معرض الغانم المشهور
.... وشفنا مدينة كاملة من معداته
علي بابها شفنا كِتب جنرال موتور
.... وياكثر ماشاهدت أنا من موديلاته
أحب الشفر وارتاح له والشفر مخبور
.... يحب الشفر من جربه في مسافاته
مشينا من الطايف مع اول طلوع النور
.... علي كابريس ٍ ياحلو صرخة قزوزاته
وصلنا الكويت وراعي الكابريس مسرور
.... نشكرك يالغانم ونشكر محلاته
كتبت هذه الأبيات في مطلع السبعينات تقريبا" ، وقد كتبها الشاعر الكبير علي محمد االقحطاني ، وتغني بها مطربو الفن الشعبي في تلك الفترة . وقد لاقت وقتها رواجا" كبيرا" .. وكانت وكأنهابمثابة دعاية أعلانية كبري لشركة جنرال موتورز كبري شركات صناعة السيارات الأمريكية ...
وقيل والعهدة علي الراوي ..أن الشاعر أهداه وكيلها المعتمد في الكويت كابريس شفر .. ..وقد كانت الشركة وقتذاك في عز تألقها ونشاطها التجاري حينما صنعت تلك السيارة والتي تشعرك بالفخامة والرفاهية .. في وقت كانت الحياة آنذاك تتسم بالبساطة الجميلة والعفوية والتلقائية حيث كانت الناس علي الفطرة ...وكانت مثل هذه الأمور تحظي بأهتمامهم ويجلونها ويأخذهم بها عنصر الأبهار والمفاجأة .. فطبيعة حياتهم تلك .. لم تكدر صفوها الحياة المدنية بأجواءها الصاخبة وتكنلوجيا العصر الحديثة رغم ان تلك الفترة كانت بداية انتعاش الأقتصاد الخليجي .. الا ان كل شئ تقريبا" كان يسير علي سجيته وطبيعته وشفافيته ..
حتي ان الشعر كانت له أجواؤه الساحرة وشعبيته ورواجه .. فلم تلوثه المجلات الشعبية والقنوات الفضائية ولاحتي الشبكات العنكبوتية .. ولم يكن يصل للناس سوي الجميل من الشعر الذي يرتقي بذائقتهم ،ويسمو بمشاعرهم .. ولم يكن يظهر سوي الشاعر / الشعر الحقيقي .. بحيث يندر وجود مايسمي بمستشعر / شويعر / شعر سطحي ..لذلك حينما ظهرت تلك القصيدة لاقت رواجا" وانتشارا" وطرب لها الكثيرون من محبي هذا النوع من الشعر ... كانحياز للجميل من الشعر الذي يلامس وجدانهم ..وكتعبير عن جمال بساطة تلك الحياة في تلك الفترة ..فكان الشعر ترجمان صادق لمجتمعه وطبيعة حياته وأشياؤه التي تهم أناسه وتلامسهم وتحظي باهتمامهم .. قبل ان تتغيرتلك المفاهيم.. وتتبدل الرؤي ..والمعالم ..وتتشتت النفوس بتقلباتها..
حيث الآن ومايدرج عليه بعض الشعراء حيث تجدهم يتغنوا ( بـ جيب الفكسار ) ويتحدثوا عن مواصفاته ومميزاته بحيث اصبح هو الوحيد الذي يمتدح بين السيارات ... بما له من شعبية ومكانة في نفوس وقلوب الكثيرون .. فتجد أن من يطرب له فئة معينة من المتابعين والمهتمين .. ولايشد الأنتباه كثيرا" هذا النوع من الشعر .. رغم تمكن البعض من الشعراء منه وبشاعرية كبيرة ... غير ان حياة اليوم اختلفت كليا" عن حياة الأمس علي كافة المستويات من حيث الرفاهية ورغد العيش ( ولله الفضل والحمد والمنة ) ..ومستوي الحياة الأقتصادية وعناصر التكنلوجيا المتطورة والثورة المعلوماتية ..ماجعل كل شئ متغير / متجدد ..
و.. معقد / شائك ...
وقد تكن شركة جنرال موتورز تري نفسها محسوبة علي ذلك الجيل القديم .. ومتضامنة معه .. وتري أيضا" أن ( الزمن هذا ليس بزمنها ) .. ماجعلها تترجل عن ( المسرح ) وتتنازل عن (العرش ) مجبرة أو عن قناعة ... لا أدري ..!!!
المهم أنها وكما طالعتناالأخبار والتقارير الصادرة أعلنت أنها بصدد أعلان وأشهار أفلاسها مما يضطرها اللجوء الي الأحتماء بالقضاء لحمايتها من المدينين ..
وقد يعلق احد الظرفاء قائلا" :
الأجدر أن ينتهض ابناء ذلك الزمن ويقفوا ويتضامنوا معها.. وفاء لروابط تلك الحياة وذكرياتها الجميلة .
فيرد عليه أحد المتهكمين : وأين هذا الوفاء الذي تتحدث عنه في هذا الزمن ؟
لقد ذهب مع جنرال موتورز .. وتركوا الشعر وحيدا" يردد بكبرياء ( البقاء للأصلح ) .
فمن خذل من ؟
.