منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ماذا لو مات ظلـّي .. باسمة محمد يونس
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2007, 06:30 PM   #1
لحظة
( كاتبة )

الصورة الرمزية لحظة

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

لحظة غير متواجد حاليا

افتراضي ماذا لو مات ظلـّي .. باسمة محمد يونس



قرأت مجموعة قصصية بعنوان ماذا لو مات ظلي ... للكاتبة باسمة محمد يونس

أخترت القصة القصيرة " ماذا لو مات ظلي " ... أتمنى أن تعجبكم ... فقد أعجبتني !!


كونوا مع هذا الجمال ...





" 1 "





إنها لحظة الغروب ..

يسقط القرص في بحيرة النهاية ..

أنا وحدي في ذلك المكان .. تغلفني غلالة شفافة ، تشبه جلد فراشة مبرقعة !

أستدير في مواجهة النافذة .. بقعة واسعة من البرتقالية تسطر نهاية اليوم .. عند الحافة كان النهار ينكمش معتما ً.. يبقع السماء الذهبية المتلاشية بآثار اليوم الماضي ..

ساعة حنين مستعر إليها .. هزني الشوق للقاء .. أتلفت حولي خشية أن يكتشفني أحدهم .. يباغتني متلبسة بالكتابة والحب ، تمتعني لذة الوحدة .. والتوحد معها ..

- لحظات وأكون معك ياعزيزتي ..!!
- هرعت متلهفة .. أناجي الخاطر بالحسن البهي ..

- هي وأنا .. وحدنا هذا المساء ..!!

كشفت عنها حجب السكون .. رفعت عن وجه ورقتي برقع الصمت .. أتوقع انبلاجة تلك المساحة البيضاء الناصعة .. كأنها بريق مباغت .. تلمع في عيني بوهج طهارة خلاب .. نقي .. تمسد كفي نعومة الأوراق الصامتة .. أهمس بشوقي ..

- ما أشد نقاءك ..؟

يفاجئني سواد غريب ينتشر فوق السطور .. يبعثر وهمي بقسوة ..

- يا إلهي ..!!

دهشت ..

- من سبقني إلى أوراقي ..؟.. من سكن بين سطور عذراء لا تعرف سوى قلمي ..؟

جزت الصدمة عروق اللهفة .. نفضت رأسي مستعيذة ..

- أعوذ بالله ..!!

تراجعت .. ارتعش الصباح المجاور .. اهتز الشبح الأسود الساكن بين السطور البكر .. تذكرت في ومضة مباغتة .. أنه ظلي .. يغلف البياض بعتمة دامسة ..!

- كم هو شقي !

مددت أناملي.. خائفة .. حذرة .. أمسك الطغيان الذي يستعمر هدوء المساحة .. أهمس مستثارة .

- إنه أنت.. أنت ظلي لا احد سواك ..!!

تأملته .. يستلقي بكبرياء فوق الأوراق الملائكية .. كأنه يتفشى مترقرقا ً كنقطة ماء .. يستعبد الجسد الطاهر النقي .. يحتل السكون بعنجهية .. بغرور .. بتمرد .. كدت أنفض الورقة .. أسقطه من فوق العرش .. أدفعه بعيدا ً عن لحظات خلوتي .. ولقائنا .. أبدد وجوده بإصرار .. لككنه ظل متوسدا ً المساحة .. متعمشقا ً الحدود المسطرة .. يفيض كي ينتشر بلا رادع .. ضج السؤال الحائر ..

- من أقوى .. نحن أم ظلنا ..؟

لكن أعماقي تساءلت ..

- لماذا ترتدي ظلالنا عباءة سوداء تخفي ملامحها ..؟

وفكرت ..

- من أين يباغتني الظل .. يقتحم عوالمي بجرأة .. بإصرار ..؟

أعدت رأسي إلى الخلف .. أفكر .. أنصهر .. أتخيل ..

- من خلق أولا ً .. نحن أم ظلالنا ..؟





يتبع ....


دمعة في زايد

 

التوقيع

http://www.shbab1.com/2minutes.htm

ششششششششششششش
هدوووووووووووووووووووووووووووووووووء
لحظــــــــــة تكتب للحظــــــــــة

لحظة غير متصل   رد مع اقتباس