منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عندما تعانقت عقارب الساعة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2016, 06:48 PM   #1
حسام الدين ريشو
( كاتب )

الصورة الرمزية حسام الدين ريشو

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9412

حسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعةحسام الدين ريشو لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي عندما تعانقت عقارب الساعة !!



عندما تعانقت عقارب الساعة !!
==============
حسام الدين بهى الدين ريشو
=========
بوتقة من أحزان كانت تعصف بي
حتى جسدي كان موجوعا
وساقيَّ تؤلماني بشدة وهي تئن من وقع الخطى في ردهات القلق .
تلك الساعة التي توقف عندها الزمن ؛ ربما لديَّ على الأقل ؛ عندما أغلقوا عليها باب حجرة الجراحة !!
لم أكن أتصور أن تغيب عني أو يفصلني عنها حاجز ما !!
أو لحظة ما !
حتى تلك اللحظة التي تكون فيها بين الحياة والموت ؛ ويكون القدر هو صاحب القرار الوحيد ؛ بينما نحن جميعا مصلوبون على كلمته التي لم يقُلْها بعد .
ثنتا عشرة ساعة هي زمن الانتظار الذي بدا كمقصلة تشتعل تحتها نيران الترقب والقلق .
أغمضتُ عينيَّ ومارست الزحف في أرض الأحلام لعلها تخبرني بشيء
لا .. بل بما أتمناه !!
كانت بالنسبة لي نورسا جميلا .. أنيقا .. يتوشح بألوان الطيف .. فاتنة .. شجاعة !!
تحتويك مقلتاها فتذوب مع نظرتها كل تعاسات الحياة ..ماضيها وحاضرها !
أتذكر همساتها الندية ..
بي رغبةٌ أن أحتويك ... أو تحتويني .. المهم أن نكون رقما واحدا ... غير معقول أن يري الناس ذلك ولا نراه نحن !!
الناس يسألوننى كلما تجولوا في حدائق مقلتي ... من هذا الذي كلما نظرنا في عينيك نراه ؟؟

كنتُ أضحك على إيقاع رقصة القلب وهي تخبرني بذلك .
تنقطع خيوط الحلم عندما يخرج أحدهم من حجرة الجراحة .. صمته قاتل .. يقتلني معه ألف مرة
أخلو من جديد الى صلوات .. وابتهالات .. ودعوات .. تعبرني نسمة هواء محملة برائحة المخدر والمطهرات
أنظر في الساعة ... مازالت عقاربها تتباطأ .. كمرهقة أعياها السير في الطرقات بحثا عن ابنها التائه !!
حاولت أن أفتعل هدوءا يتواري شجن القلب ونبضه المتوتر خلف ستائره ؛ وأنا أرى ابناءها الثلاثة ينظرون الي والدموع تترقرق في عيونهم !!
أحاول سرقة ابتسامة كاذبة .. فلا تخدعهم الحيلة .
اعاود من جديد الزحف في أروقة الذكريات .. يعانق أذني صدى صوتها وهي تغنى ل " درويش " الذي احببناه معا :

( يداكَ خمائل
لكنني لا أغنى
ككل البلابل
فأن السلاسل
تعلمني أن أقاتل ... أقاتل .. أقاتل
لأني أحبك أكثر )
تزداد ارتعاشة القلب .. فتجود العينان بفيض العبرات غير عابئة بنظرات القلق واللهفة والخشية ممن حولي .
كان الممر أمام غرفة الجراحة صامتا .. توقفت فيه الحياة إلاّ من أنين عقارب ساعة الحائط على أحد جدرانه !!
في غفلة
تعانقت عقارب الساعة
وجاءت صرختها كمخاض لميلاد ساعة جديدة
وأوشك القلق أن يفيض بفيضانه الجديد .. لولا أن فُتِحِ الباب .. وخرج الطبيب بوجه شاحب .. حاولت ابتسامة من أعماقه أن تغطي شحوب الوجه وهو يقول بكلمات محددة بدت كلحن طال مخاضه :
الحمد لله .. نجحنا .. هي بخير !!

 

حسام الدين ريشو غير متصل   رد مع اقتباس