منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قلبهاااااا مع الصانع
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2006, 12:49 AM   #1
مشاعل الفايز
( كاتبة )

الصورة الرمزية مشاعل الفايز

 






 

 مواضيع العضو
 
0 كيف الحااال...؟
0 حنان والذي مضى
0 It's clean
0 مايباااخ

معدل تقييم المستوى: 18

مشاعل الفايز غير متواجد حاليا

افتراضي قلبهاااااا مع الصانع


يوماً ما كنت أشاهد مع أبي برنامج للشعر الشعبي في تلفزيون الكويت عندما جاء شاعر ما وأخذ يهجو فتاة لأنها أحبت صانعاً تلك الفتاة كانت خالتي وذلك الشاعر كان أحد أقربائي
من قصة خالتي كتبت هذه

.
.
.
.
.

هي أيضاً أعتادت على وقفتي أتأمل النخيل في العصاري فتصمت إلا من همهمات تسأل فيها عن الأموات أكثر من الأحياء فلا أجيبها... ليس لشئ سوى أنني أجبتها عشرات المرات ....هدير محركات الري موسيقى أتلذذ بها وأنا مغمضة العينين..أشعر بجلالي يسقط على كتفي وخصلة من شعري تعبث بها الريح على جبيني ...تهدهدني الذكريات التي لاأملك غيرها أشعر بها بلسماً يرحمني من الكثير ..أعود طفلة تشد أمها جلالها على رأسها وهي تخبرها أنها كبرت فتهز رأسها موافقة..فإذا غيب الحلال وسبعة أطفال أمها مضى الجلال في رحلته بدءاً من قمة رأسي
حتى كتفي لينتهي به الأمر سابحاً في أحد الحوابيط أو صريعاً بين أسنان الماعز في الزربة ...كنت وقتها أنبثق كما ينبثق الفجر وحدها أمي وسعود شعرا بذلك ..سعود..هاهو بيته عن يميني خاوياً على عروشه تمتد أمامه مزرعتهم التي يحدها عنا أشجار الأثل التي لم تجد أبداً إخفاءه عني ...كان يقف بينها يتحين وقت ذهابي لفهمي عامل المزرعة حاملة غداءه ليرمي حبات الليمون علي لم أكن أتوقف سوى للحظات لاتلاحظها أمي الواقفة أمام بيتنا ترقبني ...يبتسم هذا كل مايفعله وأغضب وهو كل ما أفعله ....أتعبتني الذكرى فطفرت دمعة مني قررت الرجوع فشعرت بها تستبشر
رمت الحصوات الصغيرة التي تشاغلت بالتقاطها من الأرض وأنا في تأملاتي
= مانتي راده على حمود
قلت وأنا أجلس أمامها = لا....دعيه حتى يغضب ويأت بنفسه
نظرت إلى النخل الأجرد وقلت في نفسي أنا حرمة في نظره إلا في مايتعلق بالمال علي حينها أن أستقدم عامل ليروي النخل ويلقحه ثم يصرم التمر
= الناس فضحونا ..
نظرت إليها للحظة ثم خنقت الكلمات قبل أن تجهش بالألم في داخلي الكثير مالفائدة من نثر جراحي أمامها غير نكأ جراحها هي نظرت نحو المدى تذكرت عجوزاً من قبيلتي تبيع البخور والحناء والكلام أيضاً زارتنا صباح طرد حمود لسعود وأبيه كنت كأي جسد هجرته الحياة رأسي في حجر أمي تقرأ علي المعوذات ... يومها نظرت نحوي وهي تلوي شدقها
_ نسيتي نفسك وجدك وأهلك وتركت الصانع يأخذ عقلك

تحاملت على نفسي وساءلتها : يا هذه أقسمت عليك أليس سعود رجلاً؟

وزمت العجوز شفتيها وقالت : ولو كان رجل أليس صانعاً لانعرف له ولربعه قبيلة؟

وبكيت لكنني تكلمت

= صانع من أين أتيتم بهذه الكلمة التي لم ينزل الله بها سلطان ؟ هل نزلوا من السماء أم نبتوا مع الزرع ألا ترين أن ربما كان لهم أجداداً خيراً من أجدادنا

وانتفضت العجوز وهي تصيح وأينهم لو كان لهم جدود مثل جدودنا ؟....يا أم حمود بنتك جنت قلبها بات مع الصانع

وخرجت العجوز تحدث القبيلة أن قلبي مع الصانع لينسجو قصصهم عني وعنه أكثرها اختلاق وأصلها حقيقة
قبلت رأسها المحزون عندما غمر المكان آذان المغرب ....آويت إلى غرفتي ...تركت الباب مفتوح.. لمحتها تدخل وتخرج تضئ الغرف التي هجرها أخوتي إلى كل مكان لاينبت فيه النخل كما تقول هيا ...أمسكت بالراديو عندما دخلت علي

تطلعت للحظة ثم قالت: يانوف بيذبحك سعود وبرنامجه أبتسمت لها لازالت تناديه سعود بينما بقوا كلهم ينادونه بالصانع ...

= أسمع يا أمي فقط أسمع

بكت كما تفعل دائماً =يابنتي كبرتي وسعود راح الله يستر عليه

أزعجني بكائها ...كم أرغب أن أعرف ماذا فعلت لهم غير أني أحببت رجلاً كما هو رأيت فرعه في السماء ولم أعبأ أبداً بجذوره ...فعلت كما يفعل النخيل في بلادي التزمت الصمت وتركته يرحل وتركتهم يرحلون ..اكتفيت بصوته يحدث غيري ويضحك لغيري وأنا في البعد أطبق جفني على حلم ...غادرت كما جاءت قلبت الراديو

على موجة برنامجه فسمعت صوت ضحكات بعدها سمعت صوتاً غريباً يقول

: أنا الذي أريد أن أسألك لماذا أنت مضرب عن الزواج حتى الآن ؟

وصمت... ثم سمعت ضحكته وهو يعاتب الضيف على تبادل الأدوار بينهما لكن الضيف أصر فقال: الزوجة لاتريد رجلاً بلا قلب, وأنا قلبي مع فتاة في أقصى قرى نجد لو أعادته لي أعدك أن أبحث عن زوجة تؤويه.

وبكيت وضحكت يكفيني أن يظل يحبني وأن أظل أنتظره حتى لو إلى آخر العمر.... وأسرعت إلى مرآتي أسدلت شعري وتطلعت إلى عيني هل لازالت عيني
جميلتين؟

هل بقي فيهما ما شاقه يوماً وأسهر ليله وأيقظ مضجعه وجعله يقدم على مغامرته الجريئة ويخطبني؟


بقيت طوال اليالي التي تلت تلك الليلة حائرة !! قريب بعيد ياسعود.... ماذا أفعل لأكون لك؟؟

صهرت صباحاتي التالية في الحزن والأمل أتأمل وجوه تلميذاتي وزميلاتي البدوية وأنا أحدث نفسي أسيفعلن مثل زميلاتي في الكلية ويصفنني بالجنون وتعود قصة قلبها مع الصانع للظهور؟؟


يال النساء ما أشد ظلمهن لبعضهن وكأن الحب لم يزر قلوبهن أبداً هن أول من يجلد العاشقات ويحكم عليهن بالموت

ويدور ي داخلي سؤال وأنا في وحدتي قابعة وأمي جالسة في صحن الدار المسكون بالوحشة , لم أنا هكذا سلبية داائماً لاأفعل شيئا؟!

أأخا ف عليه من أبناء قبيلتي ؟!

أم أنني اعتدت على بعده وعلى طعم ألم الشوق إليه ؟!

وأتأمل الرقم الحبيب في جوالي رقم برنامجه وتقفز إلى ذهني فكرة عجيبة وأبتسم لوجهي الحزين في المرآة وماذا لو حدثته ؟! وأخبرت رامي الليمون أني

فقط ...فقط ...أشتاق

منذ المغرب وأنا أرتجف , والجوال يرتجف . والأرض كلها من حولي ترتجف.
وبدأ البرنامج ورميت الجوال بعيداً وبرز أمام عيني وجه أخي المغرور ووجوه نساء قريتي الشامتات وسنوات الوحدة القاهرة...واتصلت ... طلب مني السنترال أن أنتظر ثم سألني عن اسمي فصمتت ثم قلتها : فتاة نجد
شعرت بريقي يجف فجأة وجسدي يضطرب وأنا أسمع صوته يرحب : أهلا بك يافتاة نجد لكن من أين في نجد بالتحديد؟...وصمت وبلعت ريقي ثم قلت: من حيث قال امرؤ القيس لصاحبيه

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللوى بين الدخول فحومل
صمت للحظة ثم قال : بين الدخول فحومل حيث ينبت الكره وسط حقول الغضب.. تسلل الألم من صوته إلى صوتي لكني رغم ذلك قلت: حيث ينبت الزهر وسط حقول الحب
رد وهو يستجمع شتات نفسه : ألا زالت أشجار الليمون تثمر
فرددت = هي حزينة تفتقد رامي الليمون
= ألم يكن الرمي يؤلم
= البعد يؤلم

وصمت ثم سمعته يكلم شخصاً بجواره وسمعت صوت موسيقى الإعلان فأغلقت ...كان شعوراً عجيباً يجتاحني رميت جوالي وأخذت أقفز بفرح وعيني مقفلتين لقد تغير كل شئ حولي كأنما نبتت الورود على جدران غرفتي وعلى ملاءات سريري وأحاطت مرآتي وتركت مساحة لوجهي
دخلت أمي وعلامات التعجب مرسومة على وجهها الكئيب

= نوف ماذا حدث ؟

أسرعت أضمها مدت يديها إلي

= يانوف لم يتعب قلبك سوى سعود وبرنامجه يابنتي

وأسرعت أضع كفي على شفتي أمي برقة = أمي أحبه لاتحرميني منه

فأهدتني أمي الصمت وخرجت

انتظرته حدثني قلبي أنه سيتصل ولم يتصل إنما أرسل

"إن كنت هي أجيبي على اتصالي وإن لم تكوني هي لاتجيبي دعي لقلبي الخيال"

واتصل

تركته يرن مرة ...ثم مرة.... ثم مرة ....


ثم أجبت

= نوف

= لم أقدر

= على ماذا؟

= أن أترك العمر يمضي دونك يارامي الليمون

وضحك ثم قال= وماذا بيدي؟

= تزوجني

= هل تخطبينني؟؟

= أخطبك

= وقبيلتك

= أتخافهم؟

= تعرفينني

= هل توافق؟

= على ماذا ؟

= الخطبة

= قدرك أكبر

= أتعبتني

= كيف تركتني أحيا بلا قلب

= أنت من سرق قلبي

= بل السارق أنت

= هل نرفع الأمر إلى القضاء

= أي أمر

= زواجنا

= هل هناك حل غير هذا ؟

وصمت ثم قال : سيكون هناك مساحات شاسعة مزروعة بالألم لابد أن نجتازها

= سأجتازها معك

= هل ستقدرين؟

= قدرت على فراقك كيف لاأقدر على مواجهتهم؟

=إذن

= ماذا؟

= سأذهب إليه وإن رفض لن يكون أمامنا سوى القضاء

= وسأرضى بالقضاء

= أحبك

= لا أحبك

=ماذا؟

=أعشقك......نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك

مشاعل الفايز غير متصل   رد مع اقتباس