منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عُذرًا رافِعي هذه ِأحزاني
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2014, 11:12 PM   #6
شمّاء
( كاتبة )

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




رسائلي ستكون إليكم ...
أوصيكم بأن تضعوها في زجاجة وترموها في عرض البحر ،
وتمحوا من الخارطة اسم البحر ، وعنوانه ، حتى لاتصدموا وأصّدم، ذات يوم بأن رسائلي وصلت ولم تجد صدى ،
وأنكم أخفقتم بإيصالها ،
لأجنبكم الخجل وأجنب نفسي ، ذاك الشعور المقيت ، المسمى " خيبة أمل " !
بعض الرسائل عَن صبيّة وِئدَتْ قَبل أن يَنبض قَلبها ، وَالأخرى عن قَصِيدة اجتاحتها مَوّجة إعصار
فتناثرتْ حُروفها بين أمْواج بَحرٍ لمْ يَحمل سُفن إنقاذ لِمن سَيغرق في نَظرة عَين أو بَسمة خَجولة !
بين هَذهِ وَتلك أجدني سَأكتبُ عن ساكِني البعيد ، .
سأكتبُ عن طفلٍ ، كانت أقصى أحلامه ، لُعبَة مُحطّمة يَمنحها لهم ، جارهم الغنيّ ، وحين اشتد القصف ذات يَوم ، رَحَل الطّفل
وهو لايَعلم أنّه سَيلتقي يومًا بحبيبة ، يُسكنها فؤاده ، ثم يَسلبها الظّلم مِنه في لحظةِ خذلان ، وتسافر إلى السماء !
أظنّه شَعَر بِهذا ، فَفضل أن يَسبِقُها إلى هُناك ، بل هيَّ إرادة الله ، اختارتْ أن يَجّتمعا ، حيثُ يليق بِطهرهما المكان !
سأكتبُ عن حُلم اشتد تَحَت الرّصاص فطوّقته أيد أمينة ، انتظارًا لأصحابهِ ،
لكن للغدر ألف عَين تَتَربّص خَلفَ الجدار ، فَسَلبته في ليلة ظلماء ، ووهبته لمِن يَدفع أكثر ،
في سوق الضّمير الرّخيص !.

إن كان الرافعي كتب عن حبيبة واحدة ، فإني سأكتب عن قلوب أنهكها الظلم ، وجعلها تقرر الرحيل ، دون حب
رحلت وتركته للمترفين ، وللجالسين على مقاعد البوح ، يختلسون نظرة ، من هنا ، وهناك لينظموا عنها قصيدة ..
وتموت في أهلي القصائد ،
وتحيا الآهات مادامت الحياة فيهم !
سأكتب عنّها وعنّه ، وعن الخارجين على قانون الاستبداد ، وعن بسمات الشيوخ التي لوثتها دمعة الذل ، وأدّماها وجع الخذلان ،
سأكتب عنّه !

حتّما سأكتب ، لكن ...
إن شاء الله لي ذلك .

 

شمّاء غير متصل   رد مع اقتباس