.
.
مذُ تجَاهُلتكَ وأنا أتَشَظى على مِقصلةِ رياحٍ سموميةٍ ،صَيفيةٍ تلفحُ
المواجعَ لـِ تصْترخَ في شَرياني ،آهٍ ليتني أختلطُ في لونِ عبَاءةِ
" نسيانٍ" لاتعرفُ ألوانِ القوسُ قُزحٍ ، أو أكونَ أحدَ رواشينَ بيتٍ
مهجورٍ في قَلعةٍ نائيةٍ ،أوطَايرةً ورقيةًبيدِ طفلٍ القى بهَا ظهرَ موجٍ عابرٍ،
فأنسى كيفَ هُوَفِطامَ النّبضِ من عرقِ الحنينِ ، في كُلِنَهارٍ أعدُ
قلبي أن أغتسلَ منْ كُلِ المسَافاتِ التي تَوصلِني إليهِ، ومنْ كُلِ
حظٍ كانَ يربطُني ببرجِه ، حتّى أني غيرُمُباليةٌ عزمتُ على تغييرِ
يومِ ميلادي الذي يعرفُ عنهُ الكثيرِ ،مُحاولاً إقْتِحامِ كُلُ الأعْذارِ
لـِ العُبورِ لي مرةً أخرى ، دونَ هويةً أو براءةًمنْ أدرانِ جُرمهِ ،
وما أنْ أهمُّ إلا ويأتيني صوتُ توسلٌ من العُمقِ لأُركِنَ حقَائبَ
رحيلي وَأتغرغرُ بـِ غصةٍ العَودةِ في نظرةٍ مكسورةٍ ، أستندُ على ظهرٍ
وفاءٍ مُسنٍ ،أتنهدُ وأُبلِلُ ريقَ تراجُعي برغيفٍ إشْتياقٍ جافٍ ،
في كُلِ صباحٍ أنفضُ عنْ روحي سُهدَ عِناقي لهُ وأعودُ بـِ قوةٍ جَبريةٍ
غيرَ عَادلةٍ ، انشطرُ في دَاخلهِ ألفَ ذَرةٍ ، حتى اسقطُ في أحضانِ
إحْتياجِي كـَ المغشي عليهِ منْ الفقدِ ، لـِ يصلني نداءُ الطغيانِ القَابع
في أرضِ تمسكي به ، وهُو يقولُ : أن لافِرارَ اليومَ مِنهُ فـِ لتنفُثي
على رُوحكِ تَعاويذَ الخُلودِ في قَلبهِ .
|