في الظلمة..نحصل على فرصة أكبر لمواجهة أنفسنا
و مخاوفنا المزعومة
تكون لدينا مساحة الزمن التي نتحلى فيها بالصبر..و إن كنا مضطرين...لدراسة لحظتنا الأسوأ دون خجل
نعم...
فالنور أحيانا لا يساعدنا
بل يسلبنا خصوصيتنا
أما الظلمة..فلا
....
منذ زمن طويل جدا...
ربما و أنا في ظلمة الرحم...
تعلمت ألا أخشى الظلام
و كنت الطفلة الوحيدة بين رفيقاتي التي لا تخاف الظلمة
لا أفزع لانقطاع التيار الكهربي فجأة..
لا أفزع حين أسير في شوارع البلدة الخلفية البعيدة عن النور
لهذه الأسباب ربما قالوا منذ عهد بعيد أني (لست اعتيادية)
و الحمد لله أنهم لم يقولوا (ساحرة) مثلا أو (مشعوذة)
....
العتمة...مخلوق مثلنا...
يولد و ينمو و يشيخ حتى يموت عند الفجر..و تحضر الشمس جنازته..
و هكذا..يتكرر المشوار الجنائزي يوميا
أحنو على العتمة..و أتلطف معها لعلمي اليقين أنها ميتة سريعا
المخيف جدا...ألا تموت العتمة
لأنها لو لم تذق طعم الموت لاستشرت و استقوت بالحياة
و هنا تفقد معناها الجميل
...