اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسرى طعمة
الأماكن
آخرُ الليل
وعبقُ الأصوات
يضجُّ في ذاكرة المكان
أنفاسُكَ المبعثرةُ في كل اللوحات
تتخللني كرعشةِ البرد
هسيس دخانها يطاردني
أُلملمها
أستردُّ طقوسها الطفولية
فأعودُ إلى طرقاتٍ
قاسمتنا الريحُ فيها ألحانَ الهوى والعطر
وترانيمَ المطر
ونهنهاتِ همسٍ ٍ
يقطُر تناهيدَ ندى
يفضُّ نشوةَ فجرٍ ٍ معتَّق
ملأ ما بين صحوي والغروب
عبقُ اشتهاء ٍ
لنظرة ٍ غامرة ٍ تطوِّقُ الوجدَ
كمنجلٍ ٍ في حقل سنابل
أتلمّسُ طيفاً كان هنا
تدلّى أكمامَ بيلسان
ينثرُ أريجَ صوتك
على جدران ٍ صمّاء
وعلى أجنحة الحنين
يعرج شغفي المركوم أطباقاً
صاعداً من شوق مدنفْ
هناك بقايا نبضٍ ماكث
يموج على شرفاتك المعلَّقة
كحدائق بابل
أسمعُ صداه
حين يعتريني أوارُ ابتسامتك
فأظنَّ الأمس عاد
رسائل مضرمة
ما برح ذاكرة القلب
في صدرٍ يتهدّج
تحت غطاء ليلةٍ رقطاءْ
تغـوي قمراً
خلف غلالة صبرٍ
يشفُّ من خلفها المُراد
حضنها ما أقفر
شرايينُ جداولها
تروي مساحاتِ صمتٍ
تمدّد بين شوقٍ ٍ وموت
وروحٌٍ ترجَّلتْ
في كل الأماكن
تقتفي أثراً إليك
فرّ من شرنقة عقيق ٍ وعنبر
وأسرى بعطرك أنهاراً
تجري من نور ٍ ونار
|
يسرى
صباحك الياسمين الدمشقي
هذه أيقونة يليق بها المكوث في متاحف الإبداع
لغة رصينة تمكنت من خلالها رسم معالم روح المكان
أسلوبك جميل وإحساسك شفيف
وبعض النثر يسكنه الشعـر
سلمت أناملك
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف