بــــيـــروت
:
في الـقـلـب حُـبُّـك مُـزهــرٌ فــواح ُ
ولـك القــصـائـدُ سِــربهـا صَــدّاح ُ
بيروتُ يا أحلى العرائـسِ تقـتـفي
آثـارَ عـطـركِ ما حـيـيـت ِ مِـــلاح ُ
البحرُ يرقـدُ تحـت ظِـلِّـكِ وادعــاً
وبمقـلتـيك ضِـيـاً يفـيـضُ صــبـاحُ
في الغيمِ معقـود ٌ لـواؤكِ والـسَّـمـا
سِـفْــرٌ لمـجـدك والـنـجــومُ تُــزاحُ
وجهُ الحضارة أنــتِ حُـرةُ يَعـرُب ٍ
بـكِ كـم تغــنّـى الـصَّـبُّ والمــــدّاحُ
أنجـبـتِ أعـلامَ الـثقافـة وارتـوتْ
مـنكِْ الفـنونُ و فـاضـت ِ الأقـــداح ُ
في رابـعِ الـ آب الحزيـن حـكـايـة ٌ
تـروي مَــــرارَ فـصـولها الأتــراح ُ
غَــدراً يهُـزُّك الانفـجارُ مُـلَـثّـمـاً
والغـدرُ يُتـقـن حَـبْـكَـه الأشــبـاحُ
نارٌ تعربدُ في الهشــيم .. دخـانُها
وارى المــــدى وتـحـلِّــــق الأرواح ُ
ورُعـودُ أنّاتٍ يـنـوءُ بها الـصَّــدى
وصهـيـلُ نـهـر ٍ أطـلقـتـه جـراح ُ
وقـوافـلُ الشـهداء والجرحى مَـنا
راتُ الهُـدى ودمــاؤهــمْ إفــصـاحُ
والثاكـلاتُ شـقـقـنَ جِـيـدَ تفـجُّـع ٍ
ولـكــلِّ آه نــصــلُــهــا الــذبَّـــاحُ
ودمــوعُـهـنَّ سـؤالُها مُـتـعـطِّــشٌ
لا يـرتـوي وقـد اســتـبـدَّ نــــواحُ
بيـروتُ لا تأسـي ودَمـعاً كـفـكـفي
فـغـدُ الحقـيـقــة فــجـرُهُ وَضّـــاحُ
كالأَرْز ِ أنتِ يظـل رأسـك شـامـخاً
وذيــول َ خـيـبَـتـها تَـجُــرًّ ريـاحُ
إنْ دمَّــروا حَـجَـراً وأرواحٌ قـضـتْ
أنـت ِ الحـيـاةُ ونـبـضُها الـنـضَّـاحُ
عـنقـاءُ تنبعـثين مـن تحـت الرَّمـا
د ِ وفي عـيـونــك ِ لا يـنـامُ صـبـاحُ
مهما طـغى لـيـلٌ علـيـك سـينجـلي
وتـعــودُ فــارهـــةً بــك الأفــراحُ
شعر / حسن زكريا اليوسف