منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليس الآن.. (رواية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2018, 10:05 AM   #13
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(7)
ـ جحافل الطائفة الظلامية تجتاح غرب المدينة..
هكذا استهل النشرة مذيع القناة الأولى للتليفزيون الشعبي ذو الشعر (المفلفل) والقرط المتدلي من إحدى أذنيه ـ المذيع لا التليفزيون طبعاً ـ كان يحاول أن يبدو متماسكا وهو يمضغ نصف كيلو من العلكة .. فمازال لديه المزيد من الأخبار المفجعة ..
ـ لا يوجد رجل سلطة واحد يوحد الله في المدينة .. لا جديد بخصوص اختفاء السيد المسئول الأكبر و رجله الأمني السيد وسام .. فليرحمنا الله ...
كان هذا حينما وثب عليه كائن ظلامي ونشب أسنانه في عنقه وسط صراخ وعويل ودماء تناثرت على الكاميرات.. بعدها برز وجه يسرم والدماء تنساب من بين شفتيه وقام بتثبيت ناقل الصوت إلى رقبته قبل أن يبتسم قائلاً :
ـ نعتذر عن المشهد المؤسف ..لكنه شيء ضروري لحياة الظلاميين أمثالي .. أرجوا أن يكون جميع إخواني الأن متابعين لهذا البيان العاجل... نحن نسيطر على غرب المدينة تقريباً... لا داعى للمقاومة ... دعونا نعقد اتفاق . نحن حريصون على حياتكم .. لا يوجد عاقل يفسد سلة الطعام كلها ... ولا يوجد راعي ضأن يذبح كل الشياه التي يملكها مرة واحدة... أنتم طعامنا شئتم أم أبيتم ... سنقوم برعايتكم رعاية تامة .. أفضل طعام وشراب في مقابل أن تمدونا بدمائكم الحارة .. محدثكم يسرم ... المسئول الأكبر الحالي عن دمائكم ..هـي هـي .. انتهى البيان ..
وصرخ المعلم فوزى صاحب المقهى :
ـ يا أولاد الـ... أنا قلت منذ البداية هؤلاء شياطين أبناء شياطين..
ولطم الشاب محسن وجهه بمبسم النرجيلة وهو يولول :
ـ الأن فهمت السر الذى جعل السلطة تضطهد هؤلاء الوحوش..
واصفر لون الشيخ حسن الفقي وهو يضع كفه على رأسه هاتفاً :
ـ لقد خدعنا الشعب الأصفر... خونة .. خونة ..
ـ وماذا بعد ..؟
التفت الجميع إلى مصدر الصوت .. كان نادر يقف على باب المقهى وقد اكتسى وجهه بصرامة وحزم لم يعهدها أحد عليه من قبل ... لكن هذا لم يمنعهم من الإيجاب ...
ـ سيفتكون بنا ... يجب أن نختبئ بسرعة ..
ـ نختبئ أين ؟ في باطن الأرض مثلاً !
ـ لنرحل عن هنا فوراً..
صرخ نادر والدخان الأسود يتصاعد أمام عينيه :
ـ هل لدي أحدكم اقتراح أخر أكثر جبناً ...؟
قال محسن وهو يحاول منع ساقيه من الارتجاف :
ـ الوقت ليس وقت الشعارات يا أخ نادر ...
ورتب المعلم فوزى على عاتقه مهدئاً :
ـ يا ولدي هؤلاء الوحوش الليلية مصاصي دماء .. لم يصمد أمامهم أحد في غرب المدينة فماذا نصنع نحن هنا .. في الشرق ...
ـ نعيدهم إلى حيث جاءوا ...
ضحك الشيخ حسن الفقي ضحكة مفتعلة هي أقرب للبكاء قبل أن يقول بصوت يقطر رعباً :
ـ كيف ؟.. نصنع لهم عمل سفلي مثلاً ؟
سكت نادر برهة وكأنه يسترجع ذكرى ما قريبة.. وتعلقت العيون بوجهه المرهق المهموم..
ـ سنحيط شرق المدينة بالنيران ..
حملق جمهور القهوة في وجه نادر مستغربين اقتراحه، فعاجلهم هو قبل أن يتفوه أحدهم بكلمة :
ـ أنا أعرف جيداً كيف نواجه تلك الكائنات .. النار تفزعهم ..
وشرد قليلاً وهو يستطرد بأسى :
ـ لهذا كان رجال السلطة يضربونهم بقاذفات اللهب .. كانت تمنعهم من العبور إلينا .. وهذا ما سنفعله .. إذا كانت السلطة قد توارت بسبب حماقتنا .. فكل فرد في شعبنا سيتحول إلى رجل سلطة.
ـ من أين أتيت بهذا الكلام .؟
جذب نادر نفس عميق وهو يحدجهم بنظرات تبض بالقوة والعزم..
ـ ليس الآن...
ربما شك البعض أن الواقف أمامهم الأن هو نفسه الشاب نادر المسالم قليل الكلام الذى كان بالأمس .. كلماته كانت تفيض بالقوة والثقة ..
هو يعرف ما يتكلم عنه جيداً .. هو يذكرهم بشخص ما.. شخص كان يعرف عن شعبنا الكثير والكثير ..لكنه صار الأن مجرد ذكرى مجهولة.. المهم أن كل ذلك بعث في نفوسهم شيء من الاطمئنان والثقة.. أما نادر، فكان من داخله لا يقل دهشة عن رواد المقهى، وسكان شرق المدينة .. لقد تحول بين عشية وضحاها إلى رجل الأمن الأول لشعبنا ..
لم يشعر لحظة بالفخر أو الكبرياء .. فالمسئولية كانت أكبر من كل تلك المشاعر..
وحينما حانت منه نظرة لوجهه في مرآة المقهى المغبشة شعر أنه كبر عشر سنوات على الأقل ..
***





 

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس