منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رجلٌ .. أحبّني
الموضوع: رجلٌ .. أحبّني
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2016, 03:13 PM   #1
وادرين
( شاعرة )

الصورة الرمزية وادرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 367

وادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعة

Post رجلٌ .. أحبّني


رجلٌ .. أحبّني


بقلم: وادرين

مـــــــرَّ طــيــفـــك غـــيــــم واحْــــــــلام وْحــــمــــام
وامـــتـــلـــى بك صـــــــــدري ســــكـــــون وْأمـــــانـــــي



شامخاً كان في ذاكرتي ومازال، رائعاً كان في كلماته التي تدغدغ أنوثتي كعطر ربيعي وسيبقى، كما كان حاضراً في القلب كأغنية، وفي الشعور قصيدة، وفي الروح فضاءً من أمان وسلام، إنه حبيبي وصديقي وأول الرجال وآخرهم، الحاضر.. الغائب.. أبي.

أعرف أنني عاجزةٌ عن استحضار كل ما في الكون من موسيقى، لأصنع منها سيمفونيةً تتحدث عنك، كما أعرف أنني وإن امتلكت ناصية التعبير بكل أشكال الحب، فلن أصل لمبتغاي في البوح، فأنا أمام الحديث عنك اليوم كما كنت في كل لحظة، تلك الطفلة الصغيرة الخجولة، ولطالما أصابتني الدهشة أمام عطاءٍ تفرّدت فيه، وكان يغمرني ويغمر الكون حولي، ولليوم مازلت رغم سنوات الغياب، قبساً يضيء حياتي بكل التفاصيل والمحطات.

أعرف يا أعزّ ما فقدته في حياتي أنك بعيدٌ عني، لكن روحك ترافقني كظلي، وتحوم حولي في كل مكان، تارةً تحرسني كيدين من نورٍ، وتارةً توجهني كملاك حكيم، تعلمت في مدرسته أثمن دروس الحياة ، بعدما صقلت شخصيتي بحضورك، وبقيت معي بعد غيابك روضة مبادئ وقيم، أستمد منها طاقتي وقوتي في مواجهة الأيام وقسوتها.

ابـــنـــتــــك تــحــتــاجــلــك تـــــحـــــت الـــــظــــــلام
..........................كــــلَّ مــــا صـــــارت مـــــن الـدنــيــا تـعــانــي

حيث أقمت أو حللت، وكيفما كتبت أو عبّرت، يرافقني وجهك وصوتك كوصية دائمة الإشراق، فأصحو من اشتياقي إليك، لاشتياقٍ أكبر، ومهما تذكرت من خصالك وكلماتك البيضاء، سأبقى أشعر بتقصيرٍ كبيرٍ أمامك وأمام ذاكرة الأيام الجميلة معك، لأنني عاجزةٌ عن منحها حقها في البوح بعطر حضورك، وجلال حبك الساكن في قلبي للأبد.

(محالٌ.. أنا لا يموت أبي )، عبارةٌ سطّرها الشاعر الكبير نزار قباني في مطلع قصيدة يرثو فيها أباه، وأرى أنها من أجمل العبارات التي قرأتها في تعظيم وتمجيد معاني الأبوّة، وأشعر أنها تختصر الكثير مما تفيض فيه خواطري في هذه اللحظة.

نعم، لقد صدق نزار، فمحالٌ أن يموت أبي

 

وادرين غير متصل   رد مع اقتباس