في فقد الأب أنت أول من يصبح غريباً عليك
هكذا يضيعك شعور الفقد في المكان الذي تعرفه ...
وتظل تأخذك الغربة بيدها إلى حيث تعرف ولن تعرفك
ستلتقي بك غريباً عليك في كل شيء حتى تعتاده مجبراً ولا تألفه ..
فمنذ تلك اللحظة التي يفلت يده الطفل فيك ...
ستهرم فجأة في متاهات الأيام باحثاً عنه لتجدك ولن ....
وستتهم كثيراً بتنطعك في حزنك وستقدم لهم كل مايثبت إدانتك ...
لأن ثمة أحزان ترحل برحيلها
وثمة أحزان ترحل برحيلك وهكذا هو حزن فقد الأب ...
ولأنني أعرف جيداً أن الدمع
كل مايقال وكل مايكتب وكل مايقرأ
في رسالة كتبت إلى أب مفقود نوره ..
الأب الحب الذي لاتغيب شمسه يظل مشرقاً ويقظاً فيك
هذا النهار العظيم الذي لايكتب إلا بمداد من نور ...
فهنا الحروف نهر تتوضأ الشمس به ... نور لايجف مجراه في الروح ولاينطفئ ..
وطالما الأب قبلة هبوبها
فكيف لا تكون رهن يد رسالتك السحاب الثقال ...
اعتذر على الإطالة فكل إطالة في حب الأب اختزال ...
طبت وطابت روحك
وطاب هذا الحرف الذي لا تفارق نهره عذوبة الشعر ...