في ليلةٍ فضيّة الأقمـــــارِ
بين الخمائلِ والغدير الجَاري
لقيَ الجمالُ القبحَ في سهوٍ و قَدْ
جُمِعــــــا على قدَرٍ من الأقدارِ
القبحُ يلبسُ كلَّ عيبٍ فاضحٍ
أمّا الجمالُ فسندسًا و دراري
القبح قال لضدهِ :هيا بِنَا
نُلقي الرداءَ لجولةِ الإبحارِ
النجمُ سارٍ و المساءُ بصمتهِ
خالٍ من الأشبـاحِ والسُّمّارِ
خاضا عُبابَ النهر لكنْ خِلْسةً
القبحُ عادَ ، ودونما إنذارِ
ثُمّ ارتدى ثوبَ الجمالِ و يالهُ
من ماكرٍ و مخادعٍ غدارِ
عاد الجمالُ و لم يجد ثوبًا و لم
يلْقَ الغريم، فصاح أين إزاري ؟!
لَبس الجمالُ ثيابَ قبحٍ خاجلًا
كي لا يُرَى بين البريّةِ عاري
مُذ ذلك التاريخِ حتى آنِنا
و القبحُ يخطئُ ذاتهُ و يماري
فالباطلُ المأفونُ رغمَ بهارجٍ
يمضي شنيعًا تافهَ المقدارِ
والحقُّ حتى إن تغبّر حالُهُ
هو عسجدٌ يعلو على الدولارِ
عارف النزيلي