[حمد الدوسري]

أنتِ الحَياةُ، صباحها وعطورُها
ولَأَنتِ في ليلي الثريَّا والشُعَلْ

يا كُلَّ أفراحي وسرَّ سعادتي
في الخَرْجِ في الساقي على رأسِ النَخَلْ

أنا ما كتبْتُ الشعرَ يومًا كاملاً
إلّا إليكِ وأنتِ رَمْلي والزجَلْ

والكاملُ المَجزوءُ يشدو عندما
جمَّلتُه لِهَواكِ أقبلَ واكتَملْ

في قبلةٍ محمومةٍ بعجالةٍ
ذوَّبتِ شهداً في الفُؤادِ له غسلْ

كُشفَ الهوى لمّا نشرتُ مشاعري
والشعرُ يَفْضَحُ مَنْ يَحِنُّ مَدى الأزلْ

أصبَحْتِ في حُضُنِي الأنيسَ وفي يدي
عطرًا تَوَقَّدَ بالمِخَدَّةِ واشتعلْ

قبَّلتُ في خديكِ مَكْنُونَ الدجى
ورأيتُ كيف اللهُ أودعَ في المقلْ

إنّي نبذتُ الكفرَ فِيكِ وطالما
صبٌّ، تشهَّـدَ عندما وجدَ الأملْ

إن كانَ حُبُّكِ ملَّةً وشريعةً
يا حَبَّذا تلكَ الشرائعُ والمِللْ

إنِّي أَسِيرُكِ شاعراً أو محرماً
بلغتُ أهلي والبواخرَ والدولْ

ماذا يُقالُ إذا تبعتُ حمامةً
وهدلتُ ؟ ما أَحلى الحمامةَ والهَدَلْ

فَسَلي، وقد كلمتُ عَنْكِ محابري
وحُروفَ أشعاري و ذاكرةَ القبلْ

أكادُ أَهتفُ في المعابرِ كُلِّها
باسْمِي واسمك لا أملُّ ولا أكلّ

ضاقَتْ بِيَ الطرقاتُ عِندَ وداعكمْ
وذَهَبْتُ أَغلطُ بالهجاءِ مع الغَزَلْ

ورأيتُ أوشالَ الغديرِ تَغارُ مِن
كفيْكِ والعينانِ يحسدها العسلْ


الخرج : محافظة الخرج