منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشيخ البراك....ورابعة الأثافي...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2010, 05:38 PM   #7
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي


العزيز محمد، نفثة لا تُنكر منك، و غيرة لا تُمنع منها، فكما لأولئك الحق في البوح، فلك الحق أيضاً، من خلال النظر في الفتوى، أو البيان، القوي صورة و لفظاً، و المهتريء الضعيف حقيقة ومعنى، تجد فيه عدة زلات، لا يقع فيها مبتديء في العلم الشرعي، لا يُشك في قصد الشيخ الخيرَ، و لكن لا يمنع من أن يُوقف على كلامه، فليس معصوماً، و ليش هو مُشرِّعاً، بل هو كغيره ممن يُبدون الإرشاد، فقط:
الأولى : في الحكم الصادر منه. فالحكم هذا لا يكون صدوره عبثاً، هكذا، دون أسباب توجبه، و المسألة لا تعدو أن تكون مسألة فقهية، لم يُمَع عليها قول علماء زمان و لا بلد، و هذا الحكم لا يكون إلا في معلوم من الدين بالضرورة، متفقٌ على تحريمه، عند جميع علماء الإسلام، و الاختلاط ليس كذلك، بدليل وجود أدلة موهمة للجواز، مع أن أدلة المنع منه ليست صريحة على الإطلاق، و الإجماع منتفٍ، و غاية الأدلة إنما هي قاعدة : سد الذرائع، و المفهومة خطأ ، و المطبقةً انتكاساً، فلم يُحسن فهمها و لا تطبيقها. قبل سنوات كتب أحد المشايخ مقالاً، نُشر في أحد المواقع الشخصية، التي يُشرف عليها أحد المشايخ العقلاء، كان المقال يحوم حول المطالبة بوضع مسألتَي الحجاب و السفور من مسائل الاعتقاد، حتى يكون المنادي بالسفور و الداعي إلى ترك الحجاب إما كافرا أو مبتدعاً، و المقال لم يدُم و لا نصف يوم. حين تغيب عن الناس، و حاملي همَّ الإصلاحِ مراتبَ المسائل الدينية، و الأحكام المناسبة لها، حتما ستكون فوضوية، لا يَحمد التاريخ عاقبتها، و تاريخ المشايخ الفضلاء موثَّقٌ، و التاريخ لا يظلم، كما أنه لا يرحم.
الثانية: هناك اعتماد الشيخ على منهج الدولة، و أنظمة الدول ليست دليلا شرعياً، و ليست مما يُستأنَسُ به في الاستدلال، بل الغاية منها أنها تذكر كمنقبة للتطبيق. و سياقه الشيخ لذلك سياق استدلال، و مثله لا يستدل بذلك، إضافة إلى الموقف المضاد للكثير من تصرفات الدولة، فهل هو إيمان ببعض و كفر ببعضٍ ؟!
كمسلمين، و كبشر، لنا الحق في إبداء الرأي، و لنا الحق في الحوار، و متى أغلقوا الباب كسروا الحجاب، لم يقم دين سماويٌ على الاعتماد على الرموز، بل قام على الاعتماد على الرسالات و الشرائع، و الاعتماد على الرموز مُهلك قاتل، اعتمدت اليهود على رمز السامري فهلكت، واعتمدت النصارى على عيسى فضاعت، و كذلك المسلمون اعتمدوا على رمز محمد صلى الله عليه و سلم، و رموز من خَلَفَه ممن ينشر دينه، فأخطأوا، و أقصد بالاعتماد على الرموز التقديس للذوات مع إهمال الرسالة أو الشرع، أو تغييب مقاصد الشريعة، لكن الاعتماد على الذات لبيان كمال الشرع فهذا من أكمل المطالب، دعت إليها كل الرسل، و كل أرباب الفكر و الحكمة على مر التاريخ، لأجل هذا، فالكلام هنا، في التعقيب على الشيخ الجليل، ليس القصد منه الدفاع عن أشخاص، فلا موازنة، إذ هو دفاع عن دينٍ ، عن فكر، عن شرع، و ليس نقداً لشخص، وحتى إن كان فليس الأشخاص بأجل من الأفكار.
كم كنا نرغبُ أن نكون في زمن يزداد وعياً، و لكن، للأسف؛ نحن في كل بُرهة من الزمن تتقدم تزيد عتمة الفكر، فتعمى الأبصار عن الطريق، إذا سلمت من القُطاع .
تحيتي لك

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس