منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما تبقى من أوراق محمد الوطبان
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2009, 07:12 PM   #2
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50601

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

Post


الورقة رقم " 1 "




ما الذي أحاول أن أقوله ؟
أحياناً أشعر أنني أقول كلاماً غير مرتب ، وأحياناً أقول كلاماً قد لا أفهمه .
هل يجب أن يكون لكل شيء معنى ؟!
هل أحاول عبر هذه الأوراق ، والتي لا أدري ما الذي سأقوله فيها لاحقاً ، أن أعالج نفسي ؟
هنالك من يرى أن الكتابة علاج ، وهناك من يقول إنها المرض !
كأن هذه الأوراق عيادة طبيب نفساني ، وعند الكتابة أستلقي على أريكته الأنيقة لأثرثر .
سيسألني عن علاقتي مع أمي ، وعن أول علاقة جنسية مارستها في حياتي ، ومع من مارستها ؟.. يخيّل لي أن الأطباء النفسانيين مجموعة من المرضى ، وأولهم السيّد " فرويد " .

كأنني سمعت وقع أقدام في ممر الدور الذي أسكن فيه !

* وقع أقدام في الممر ؟!.. أهاه !
والله لا يوجد من أصوات سوى تلك الأصوات التي تعبر في ممرات رأسك .


أنهض من مقعدي وأذهب إلى الباب لأنظر عبر العين السحريـة :
" إنه أحـد الجيران " .

* أي جار ؟!.. لا يوجد في هذا الدور سواك ، بل يخيّل لي أنك الساكن الوحيد في هذا المبنى بكافة أدواره الثلاثة . ألم تفكر ولو للحظة أن المبنى بأكمله قد يكون ملكاً لـ" الجهاز " ؟!

أردت أن أعود إلى مكاني لأكمل ما كتبته ولكنني لم أستطع ..
أنظر إلى منفضة السجائر " واحدة .. اثنتان .. ثلاث ... سبع سجائر في ساعة " !

أشعر بأمر مريب .. أنهض من مقعدي لأتفقد غرف شقتي الصغيرة بقلق .
أرفع طرف ستارة نافذة الصالة المطلة على الشارع :
" لا شيء " .
ألمح وجها ً يفزعني .. إنه وجهي في المرآة المثبتة فوق المغسلة ..

أنظر إلى وجهي في المرآة ، وأسأله : من أنت ؟
يقول لي : أنا .. أنت !
أرد بعصبية واضحة : ولكنك لا تشبهني ؟
يقول لي بهدوء : اسأل نفسك من الذي تغيّر فينا ؟.. ثم ستكتشف من الذي لم يعد شبيهاً بالآخر .
قلت له : أنت .. أينا ؟!
قال لي : أنا .. جميعكم !
قلت له : لا تراوغ ...
قاطعني بغضب : لا أراوغ !.. أنت الذي علمتني المراوغة . لم أكن سوى وجه محمد الوطبان ، والآن لا أدري هل أنا وجه محمد الوطبان أم وجه فارس سعيد أم وجه أبو معاذ .. أم أنني وجه رابع تخفيه ولا أعرف اسمه !
وأضاف : ولكن .. قل لي أنت .. من أنت ؟
قلت : أظنني .. أنت .

وانتهى الحوار بيننا ، ونحن لم نعرف أينا الآخر ؟

* يا إلهي .. هذا جنون !.. أنت الآن تتحدث مع نفسك ..
ـ لن أرد عليك .. أنت لست موجودا ً أصلا ً ..
* أضحكتني !.. هل صدقت الكلام التافه الذي يقوله لك طبيبك ؟.. لعبت برأسك أقراص الأدوية التي تتناولها وجعلتك تنكرني الآن !
ـ أسكت .. أســـ .. كـ .. ت .. أخرج من رأسي أرجوووك ..

أعود إلى أوراقي ، وأتذكر أول مرة سمعت فيها صوتي في جهاز التسجيل :
أنكرته !.. حدثتني نفسي : هذا صوت شخص آخر . صوتي ليس أجمل من هذا الصوت ولا أقبح ، ولكنه ليس هذا الصوت الذي أسمعه الآن عبر جهاز التسجيل .
أين صوتي الحقيقي ، ومن أين أتى هذا الصوت الذي لا يشبه صوتي ؟!
لابد أنني كنت أراوغ المايكروفون الصغير في المسجل ، وهذا ما فعلته مع المرآة قبل قليل . كنت أراوغها .. أظن أن لي الكثير من الوجوه والأصوات الاحتياطية المخبأة داخلي ، وأدعوها للظهور عندما أشعر أن الأشياء تراقبني .

أعدت قراءة ما كتبته في ورقتي الأولى ، وضحكت كثيراً .. ضحكت بصوت مرتفع، وذلك عندما وصلت إلى عبارة (حدثتني نفسي) .. حدثتني نفسي ؟..
إذا من " أنا " ؟!.. وأينا " نفسي " ؟.. ومن الذي يستدرج الآخر للحديث ؟!

* أرجو أن لا تظن أنني " نفسك " !

نهضت من المقعد ..
ذهبت إلى الثلاجة ، وأخرجت أقراص الفاليوم ، وألتهمت ثلاث حبّات .. لعلي أنام .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي غير متصل   رد مع اقتباس