منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما تبقى من أوراق محمد الوطبان
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2009, 07:15 PM   #3
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50601

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

Post


الورقة رقم " 2"




رفحه ، أو : رفحا ، أو : رفحاء : ويتحوّل القلب إلى سرب حمام .. يطوقه الهديل والحنين .
وأي جملة تبدأ بهذه الـ " رفحاء " لا أدري إلى أين ستذهب بي .. فبإمكان رفحاء أن تأخذني إلى عوالم غريبة وعجيبة . تحوّلني إلى طفل يتيم مسكون بالحنين إلى أمه التي لم يرها ، ويحاول أن يصنع لها صورة خرافية عبر أحاديث الآخرين عنها .

* دخيلك .. جعلتني أشعر بالغثيان !..
هي ليست سوى مدينة صغيرة تقع في أقاصي الشمال السعودي ، تلك الجهة المنسية، فلا تجعلها بحديثك عنها تبدو وكأنها سان فرانسيسكو !


كل مدينة هي أنثى ، لهذا أرى أن العواصم والمدن الكبرى لسن سوى : عاهرات .. والمدن الصغيرة : أمهات .
ورفحاء أحيانا أراها أمي ، وأحيانا حبيبتي الاستثنائية .. وأحيانا ( عندما أغضب منها) عجوزاً شمطاء تُمارس السحر والشعوذة ، وتروّج الشائعات القذرة عن بعض البيوت البريئة .

رفحا ( بالهمزة أو بدونها ) لم تعــد قريـــــة .. ولكنها أيضا لم تصبح مدينة حتى الآن. هي شيء يقف بين الاثنين ، ولـهذا أشعرأنها تشبهني كثيرا ً ، لم أعد ذلك الولد البدوي الذي يفاخر بحكايا أجداده ولم أستطع أن أصبح ابن المدينة .. بل إنني أخاف من أخلاق المدن وعلاقاتها المرتبكة والمربكة .
ليست رفحاء وحدها الضائعة بين زمنين وشكلين ، بل إن أكثر المدن في بلادي تعيش هذا المأزق ، هي لم تحافظ على تاريخها الحقيقي – هذا إن كان لها تاريخ – ولم تستطع أن تكتب أو تنجز كتابة التاريخ الجديد . كل تاريخ رفحاء مكتوب بالصحراء التي تحاصرها من الجهات الأربع ، الأراضي التي لم يصلها العمران عامرة بالحكايات التي يرفضها التاريخ الرسمي . إلى الدرجة التي جعلتني أؤمن أن كل بناء جديد هو هدم لشيء جميل .

أشعر أحيانا أنني وهي من الكائنات المشوهة ، أو مثل تلك المخلوقات التي تعيش فترة انتقال تاريخية طويلة ( الفقمة : مثلاً ) هذا الكائن الذي لا تعرف هل هو بري أو بحري ، وهل حركة انتقاله تتجه به إلى البر أم أنه سيتحوّل بعد سنوات إلى كائن بحري ؟..
وأتذكر الآن كيف كان بعض بني عمومتي ، عندما كان بيتنا في الرياض يعج بالمسافرين القادمين منها ، يغضبون مني عندما اسألهم بمرح وأستفزاز " هاه .. كيف هي الاحوال في الفقمة " ؟ .. رغم أنهم يعلمون كم أحبها ، وكم أدخل في حوارات تتحوّل إلى خناقات لكي أقنع الآخرين أن رفحاء أهم وأجمل ألف مرة من الرياض العاصمة !

من يغضب منهم كثيراً أواسيه بقولي : "الخليج العربي بأكلمه ليس سوى فقمة كبيرة"!

في هذه الـ " رفحاء " التي أحبها – بكافة أشكالها ووجوهها – ولدتُ .. أنا محمد بن سلطان بن محمد الوطبان الشمري .. ولو أردتُ لواصلتُ عدّ أسماء أجدادي إلى "آدم " !

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي غير متصل   رد مع اقتباس