منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما تبقى من أوراق محمد الوطبان
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2009, 07:26 PM   #6
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50601

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

Post


الورقة رقم " 5 "




البارحة .. كانت الليلة الثالثة التي يزورني فيها شبح " جونسون " .
أحيانا ً أراه مبقور البطن تتدلى أمعاؤه ، وأحيانا ً يتحدث إليّ ورأسه يتدلى على صدره لا يمنعه من السقوط سوى جلدة صغيرة .
في زياراته السابقة ، كان يقول لي جملة واحدة ، ويرددها بعتب وغضب وحزن : " يا ابن الوطبان أين ستهرب من الرب عندما يسألك عني ؟ " .. " يا ابن الوطبان أين ستهرب من الرب عندما يسألك عني ؟ " .. وكنت أصحو من النوم مفزوعا ً ، مختنقا ً ، كأن كل الاكسجين تم سحبه من غرفتي .

البارحة .. حلمت بـ " جونسون " بشكل مختلف . كان أنيقا ً وينظر لي ويبتسم بود .
سألته : أين أنت الآن مستر " جونسون " ؟
نظر إلي نظرة محايدة ، وقال : وهل تظن أن الجنة لك وحدك يا ابن الوطبان ؟!.. لماذا سمحت لهم بقتلي ؟.. ألا تعرف أن لي أسرة تنتظرني ؟..

* لحظة .. لحظة .. يا ساتر .. هذا كـُفر !..
هل تريد أن تـُلمح لي أن " جونسونك " هذا سيكون من أهل الجنة ؟!!
خاف ربك يا رجل !


وأضاف بنبرة مختلفة : أنا إنسان بسيط مثلك ، لا شأن لي بالحكومات وقراراتها . لي أهل وجيران طيبون وأصدقاء ينتظرون عودتي .. لماذا سمحت لهم أن يجعلوا عودتي إليهم جثة .. وبلا رأس أيضاً !.. لماذا سمحت لهم بقتلي يا ابن الوطبان ؟.. لماذا سمحت لهم بقتلي يا ابن الوطبان ؟.. لماذا سمحت ...

صحوت من النوم – كالعادة – مفزوعا ً ، يبلل العرق وجهي ، وحلقي جاف ، وأشعر بضيق في التنفس ، كأن مرض الربو الذي ودعته في العاشرة من عمري قد عاد إلي.
نهضت بسرعة من سريري . شربت نصف قنينة مياه معدنية . بعدها قمت بغسل وجهي بماء بارد . عدت إلى الغرفة لأتحسس المسدس تحت المخدة .
صرت أخاف من النوم لأسباب كثيرة ، أحدها زيارات " جونسون " التي صارت تتكرر مؤخرا ً . نظرت إلى الساعة ، كانت الرابعة والربع فجرا ً . دخلتُ إلى المطبخ ، وأشعلت النار تحت الابريق .. كنت بحاجة لكأس من الشاي . عدت إلى الغرفة .. تفقدت أجهزة الموبايل . الأول لا مكالمات ولا رسائل ، والثاني كذلك . الجهاز الثالث، الذي كان مخصصاً فقط لاستقبال اتصالات " تاء "، وجدت فيه رسالة هاتفية واحدة فقط ، ومن كلمة واحدة فقط : " أحبك " .. مسحتها ! ..
علمني العمل في " الجهاز" مسح الأشياء أولاً بأول .
أخذت علبة السجائر وعدت إلى المطبخ الصغير ، كان الماء يغلي في الابريق . صنعت كوبا ً من الشاي بالنعناع وأخذته مع السجائر إلى الصالة .. وجلست .


الريبة والتوجس مجدداً .. لا أعرف أسبابهما . عدت إلى الغرفة وسحبت المسدس من تحت المخدة . دخلتُ إلى الصالة ، وقبل أن أجلس نظرت من وراء ستارة النافذة التي تطل على الشارع . كان الشارع والحي كله في سبات عميق . ذهبت إلى باب الشقة ، ونظرت من خلال العين السحرية إلى الممر .. كان خاليا ً . عدت إلى الكرسي ، ورميت المسدس على الطاولة الصغيرة بجانب كوب الشاي الذي بدأت تفوح منه رائحة النعناع .. " الله .. كم هي مريحة هذه الرائحة " ومع الرشفة الأولى .. أشعلت السيجارة الاولى .. وبدأت أسترجع تفاصيل عملية اغتيال " بول مارشال جونسون " ..

* انتبه !.. أنت الآن – وبطريقة فنيّة مراوغة – تحاول أن تروّج للرواية الرسميّة . لا تنسى أن " جونسونك " هذا كان موظفاً في القاعدة العسكرية ومهندس رادارات أباتشي أيضاً ..
ـ يا الله !.. هنا تنبهني .. وهناك كدت ان تـُكفرني .. بل كفـّرتني ..
ألا تنام أنت ؟!
* كيف أنام وهلوساتك الغبية وكوابيسك السخيفة تطاردني ، ولا تجعلني أحظى بساعات قليلة من النوم المتواصل المريح ؟.. خذ لك قرصين " فاليوم " ، وقم لفراشك لعلنا ننام .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي متصل الآن   رد مع اقتباس