منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أشـخـاص مـن حـولـي - الـهـمـوم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2019, 01:59 PM   #2
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


المشاكل نوعان، النوع الأول هي المشاكل العادية تواجهك يوميا في حياتك، وهذه قد تؤثر عليك بالقليل من السلبية لكنها أبدا لن تكون مؤثرة جدا في حياتك وليس لها قيمة، وحلها بسيط جدا وهو التجاهل وعدم الإلتفاف لها، لأنها ستزول بنفسها، هي مشكلة آنية وتنتهي بلحظتها.

حسب ما نعتقده وعلى وبسبب قلة وعينا في التعامل مع الأحداث، دائما نجعل لهذه المشاكل حيز كبير في حياتنا، وبسببها نعيش أوقاتا سيئة أقلها تزورنا الهموم بسبب كثرة التفكير في هذه المشكلة، مع أن حلها بسيط جدا، هو التجاهل، أو انهاء المشكلة بأبسط الحلول المتوفرة.

سأعطيك مثالا بسيطا، كلنا نحمل هم زحمة الصباح أثناء الذهاب للدوام، وبطريقة تلقائية ترانا متأزمين نفسيا بحيث لا نراعي أبسط قواعد المرور مما يؤدي إلى حدوث مشاحنات وربما شجار الذي رغم إنه ينتهي بلحظته، إلا أننا نبقى طوال اليوم نعيش في غم وحزن بسبب هذا الحدث العابر وربما نؤثر سلبا بتعاملنا مع الآخرين حولنا.

أترى، مشكلة صغيرة قد تواجهنا وقد لا تواجهنا، لكننا نفكر بها كأنها مشكلة كبيرة وإن حدثت، نتأثر سلبا بها، مع أن حلها بسيط، وهو التغاطي عما حدث، بالآخر حرية المرور مكفولة لك ولغيرك وستعبر الطريق ذاهبا إلى عملك، لو أخذت الأمور ببساطة وسلاسة، لخفت كثيراً مما نراها من مشاكل صباحية بين السائقين، وقس على ذلك أمور كثيرة.

هناك حكمة رددها دائما، صغرها تصغر كبرها تكبر، لا تأخذ أي أمر صغير كأنه مس كرامتك وانسانيتك ، ما تراه قد يكون حدث عفوي من الآخر لا يقصد به شيئا اتجاهك.

لذلك أغلب المعاناة والنظرة السلبية اتجاه الحياة، هي من أمور لا تكاد تذكر، لكن بقصد أو بدون قصد جعلناها محور حياتنا بكثرة ترديدنا الدائم لها، فنادرا ما تأتي للعمل صباحا ولا تسمع شكوى الموظفين مما حدث معهم أثناء الطريق

النوع الثاني من المشاكل هو ما يؤثر على حياتك ومستقبلك وعلى علاقتك مع الآخرين، هذه المشاكل تحتاج فعلا لتدخلك الجدي بها لتنهيها ولا تبقى علاقة تؤثر بك، وقد تحتاج لمساعدة الآخرين أيضا، قد تؤثر تأثيراً مباشراً في حياتك ويكون لها آثاراً سلبية إن لم تسعى لحلها بسرعة، ورغم ذلك فلها حل فالأمور ليس معقدة كما نظن، لكن حل هذه المشاكل يحتاج لصبر وحكمة حتى لا تتأزم وتكبر.

قليلة هي المشاكل المعقدة التي تواجهنا مقارنة بالمشاكل الصغيرة، تحتاج لوقفة لحلها والإنتهاء منها قبل أن تستفحل وتكبر، هذه المشاكل إن لم تحل قد تسبب لك كوابيس مستقبلية إن فقدت ايمانك بالفرج ويقينك بالله، حلها ليس بالمعقد إن نظرت لها من زاوية إيمانية وعقلانية وتعاملت معها بسلاسة وحكمة، سترى أن عقدها تحل تلقائيا دون أن تدري.

أي مشكلة تحدث مهما صغرت أو كبرت ولها حل ، فالحياة أبسط مما تصور، سوء فهم التعامل معها هو ما يجعلها معقدة، هناك مثل شعبي ننساه دائما يقول ما ينزل من السماء تتلقاه الأرض، الرضا بضاء الله وحكمه وقدره كفيل بجعل مشاكلنا من السلاسة ما تزيل أي هموم لأن هذا الرضا يزرع في قلوبنا اليقين أن فرج الله آت وما بعد العسر إلا يسر، هذا وع الله فهل الله مخلف وعده، ألا نتفكر قليلاً.

أومأ فيصل برأسه موافقا ما قاله وليد من شرح، وخرج من المقهى مودعا وموصيا إياه ألا يدفع ثمن الحساب، فثمن القهوة هذه المرة على حساب صاحب المقهى الذي ربح فريقه في دوري كرة القدم.

ضحك وليد قائلا: حتى عندما أصبح الحساب عليك، وجدت لنفسك تدبيرة، أرأيت مشكلتك الدائمة حلت نفسها بنفسها.

24-04-2019

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس