احتشام ما لا يُحتشم
تغيرت السينما العربية ، صارت أكثر احتشاما ، لكنها صارت أقل جودة أيضا ، وهي الآن أكثر جماهيرية ، لكنها أقل نجومية ، فنجومها عابرة ، وجميعهم في الأصل " سنّيدة " أو أبطال أدوار ثانية ، قفز بهم نجاح فيلم تافه ، إلى تصدر التترات فجأة ، معلنا نهاية أكثر من جيلين ، لم يخل أي منهما من العمالقة ، فاتجه محمود عبد العزيز إلى التلفزيون ، وأحمد زكي إلى القبر ، ونور الشريف إلى تطليق زوجته بوسي ، وفاروق الفيشاوي إلى حفيد غير شرعي ، والمسيرة الوحيدة التي استمرت هي مسيرة عادل إمام ، فقد تعلـّم من فريد شوقي مسايرة الزمن ، فأقر بكِبر سنّه أولا ، وسمح لمجموعة كبيرة من الشباب أن تقتحم المكان ومساحة الأدوار عليه ثانيا ، وهاهو يقبل مقاسمة طلعت زكريا له البطولة في ( طباخ الرئيس ) مع ملاحظة أن اسم الفيلم نفسه يتجه لطلعت زكريا ، وليس لعادل إمام الذي كان يعتبر مجرد ظهور طلعت زكريا معه في مشهد واحد ، تشريف وتكريم وهبة من يده الكريمة للمثل المغمور 00
أعود إلى مسألة ( أكثر احتشاما ) التي جاءت بعد أول أربع كلمات من الموضوع ، فأقول : ليست هذه الحشمة البادية على وجه السينما العربية ، إلا زيفا ، وكذبا ، فكل فيلم رديء وسيء هو فيلم قليل أدب بالضرورة !