منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الانتماء في الشعر الجاهلي -د.فاروق أحمد اسليم
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2011, 05:36 AM   #3
عبدالإله المالك
إشراف عام

افتراضي


صالح العرجان ..

جهد تشكر عليه .. امتعتنا بقراءة عمق التأريخ وحقيقة الصراع الأزلي للعرب مع الفرس..

ما أراه لم يذكر هنا دور السفاح التغلبي في موقعة خزازى- وهو موقد النارين، أيّ السفاح - (وهل جبل صغير في منطقة القصيم حالياً بالقرب من دخنة مسافة خمسة أكيال وعن الرَّس مسافة خمسين كيلا)..
وقد قال السفاح:

وليلة بتُّ أُوقدُ في خزازى / هديتُ كتائباً مٌتَحيراتِ

ضللن من السهادِ وكنَّ لولا / سُهادُ القوم_أحسب_هادياتِ

ومن أسبابه قتل كليب وائل للتبع اليماني ومن قبله عامله في نجد ليبد، قول كليب:
إِن يَكُن قَتَلنا المُلوكَ خَطاءً / أَو صَواباً فَقَد قَتَلنا لَبيدا
وَجَعَلنا مَعَ المُلوكِ مُلوكاً / بِجِيادٍ جُردٍ تُقِلُّ الحَديدا
نُسعِرُ الحَربَ بِالَّذي يَحلِفُ النا / سُ بِهِ قَومَكُم وَنُذكي الوَقودا
أَو تَرُدّوا لَنا الإِتاوَةَ وَالفَي / ءَ وَلا نَجعَلُ الحُروبَ وعيدا
إِن تَلُمني عَجائِزٌ مِن نِزارٍ / فَأَراني فيما فَعَلتُ مُجيدا
ويقول عمرو ابن كلثوم في معلقته ..

ونحن غداة أوقد في خزازٍ / رَفَدنَا فوق رَفْد الرافدينا

مَاءُ رَسٍّ: أي: قليل ينقطع إذا احتبس المطر وربما كانت خزازة تلك كان فيها آبار محفورة قديمة قد درست ...
وقال لغدة : وبجَنْبِ مَنّعِجٍ (خزاز) وهو جبل .
وهذا صحيح لأَن منعجاً هو وادي دخنة.
وقال في موضع آخر : وتنظر إذا أَشرفت رامة إلى (خزاز) والانعمين ، ومتالع .أقول هذا صحيح فأنت ترى خزازاً ومتالعا ً والأَنعميين (القشيعين حاليا) بسهولة .
وقال ياقوت : خزاز وخزازي : هما لغتان كلاهما بفتح أوله ، وزاءين معجمتين ، قال أبو منصور : وخزازى مشكل في النحو ، وأحسنه أن يقال : هو جمع سمي به كعراعر ولا واحد له من لفظه ، وقال الحارث بن حِلَّزة :

فَتَنَوُّرت نارها مِن بعيد =بخزازى ، هيهات منك الصِّلاء
قال ياقوت : قال أبو عبيدة : كان يوم (خزاز) بعقب السُّلاَّن ، (وخزاز) وكير ومتالع أجيال ثلاثة بطخفة مابين البصرة إلى مكة . فمتالع عن يمين الطريق للذاهب إلى مكة ، وكير عن شماله أي جهة الشمال ، وخزاز بنحر الطريق ، إِلا أنه لايمر الناس عليها تلاثتها .
ثم نقل كلاماً لأبي زياد الكلابي عن قصة يوم خزاز إِلى أن نقل عنه قوله : يوم خزاز ، أعظم يوم التقته العرب في الجاهلية .

يوم خزاز:
ويوم خزاز أول يوم امتنعت فيه معد من ملوك حِمْيَرَ، أيّ: أوّل يوم انتصر فيه العدنانيون على اليمانية أوقدوا ناراً على خزاز ثلاث ليلِ ودخنوا ثلاثة أَيام.
ثم قال: وقد ذكر خزازاً وعرفه: مهلهل، ولبيد، وزهير بن جناب وغيرهم، قال زهير :

شهدت الوافدين على خزاز / وبِالسُّلاَّنِ جمعًا ذا هواءِ

وملخص يوم خزاز كما ذكره ابن الأثِير أَن ملكاً من ملوك اليمن كان في يديه أسارى من مُضَر وربيعة وقضاعة، فوفد إليه وفد من وجوه بني معد، فاحتبس الملك عنده بعض الوفد رهينة، وقال للباقين: ائتوني برؤساء قومكم لآخذ عليهم المواثيق بالطاعة لي، وإلا قتلت أصحابكم، فرجعوا إلى قومهم، فأخبروهم الخبر، فبعث كليب وائل إلى ربيعة فجمعهم، واجتمعت عليه معد، فسار بهم، وأمرهم أن يوقدوا على (خزاز) ناراً ليهتدوا بها، وقال: إن غشيكم العدو فأوقدوا نارين .
فبلغ مذحجاً اجتماع ربيعة، ومسيرها، فأقبلوا بجموعهم واستنفروا من يليهم من قبائل اليمن، فساروا إليهم، فلما سمع أَهل تهامة بمسير مذحج انضموا إلى ربيعة.
ووصلت مذحج إلى (خزاز) ليلاً، فرفع السفِّاح التغلبي وكان على مقدمة جيش ربيعة نارين، فلما رأى كليب النارين، أقبل إليهم بالجموع فَصَبَّحَهُمْ، فالتقوا (بخزاز) فاقتتلو قتالا شديداً أكثروا فيه القتل، فانهزمت مذحج، وانفضت جموعها، فقال السفاح في ذلك:
وليلة بتُّ أُوقدُ في خزازٍ / هديتُ كتائباً مٌتَحيراتِ

ضللن من السهاد وكنَّ لولا / سهاد القوم_أحسب_هادياتِ

ثم قال ابن الأثير: قيل إِنه لم يعلم من كان الرئيس يوم (خزاز) لإن عمرو بن كلثوم، وهو ابن ابنة كليب يقول:

ونحن غداة أوقد في خزازٍ / رَفَدنَا فوق رَفْد الرافدينا
فلو كان جده الرئيس لذكره ، ولم يفتخر بأنه رفد ، ثم جعل من شهد (خزازاً) متساندين فقال :

فكنَّا الأيْمَنينَ إِذ التقينا / وكأن الأيْسَرْينَ بنو أبينا
فصالوا صَوْلَةً فيمن يليهم / وَصُلْنَا صَوْلةً فيمن يلينا
فقالوا له: استأْثرثت على إخوتك يعني مضر _ولما ذكر جده في القصيدة قال:

ومن قبله الساعي كُلَيبٌ / فأَيُّ المجد إلاقد ولينا

فلم يَدَّع الرياسة يوم (خزاز) وهي أشرف ماكان يفتخر له به.
أشعار قديمة في خزاز :

وقال المهلهل بن ربيعة :

إلى رئيس الناس والمُرْتجى / لِعقدة الشَّدِّ، وَرَتْق الفُتُوق ْ
مَنْ عرفت يوماً (خزاز) له / عَليا مَعد عند أخذ الحُقوقْ
إذا أقبلت حِمْيرٌ في جمعها / ومذحِجٌ كالعارض المستحيق
وجمعُ همدانَ له لَجْبَةٌ / وراية تهوي ُلها الأنُوق

وأنشد ياقوت عن الهمداني لعمرو بن زيد :

كانت لنا (بخزازى) وقعة عَجَبٌ / لما التقينا وحادى الموت يحديها
مِلْنَا على وائل في وسط بلدتها / وذو الفخار كليب العز يَحميها
قد فَوّضوه وساروا تحت رايته=سارت إليه مَعَدٌ من أقاصيها
وحمير قومنا صارت مَقاولَها / وَمَذْحج الغُرُّ صارت في تعانِها

وقال الفِنْد الزمَّانِىُّ أحد شعراء الجاهلية يذكر وقعة (خزاز) ومافعلته مَعَدُّ بخصومها فيها من قصيدة طويلة :

واسألوا عنا بقايا حْمِير / وبقاياكم إذا النقع مُطَارُ
أيّ قوم ناجدوا إذ ناجدوا / وعلا بالنقع في الدار الغُوَار
لم تلومونا على ريث القُوَى / ( بخزاز) يوم ضَمَّتْنَا الدِّيار
كم قتلنا (بخزازي) مِنْكُمُ / وأسرنا بعد ما حلّ الحرار
من ملوكِ أشرفت أعناقها / بوجوه نجبت فهي نضار

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس