منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بوذا والبرج والعنكبوت
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2019, 05:19 PM   #1
حمد الدوسري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حمد الدوسري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 74565

حمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعةحمد الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي بوذا والبرج والعنكبوت


أحتضرت الساعة الواحدة
‎على البرج, في العتمة الباردة
‎وخرج منها بخار بارد
‎من نُحاس ورماد ند ذاوي
‎بوذا يحرسها في احتباس
‎بخار أنفاس الرَّجل المعتمر قبعة
‎على عقارب البرج, في حزنه السرمديّ
‎يحدّقُ في البومة الصنوبرية
‎ويزفِّر عيناهُ موج الحزن الدَّجِيّ
‎على المدينة الراكدة
‎على التوابيت على الأموات
‎الذينَ قلوبهم لا تموت
‎تبقى الساعة تحدَّقُ,
يصدأ فيها السكوتْ
‎وسقط من عين الرَّجُلِ المكتئب
زقوم كبرياء
خفافيش الفقد حول البُرْج ,معلقة
‎ على الجرس الهرم
‎ذكرياتهم في ديباجة
‎وعد مطوية بكف جلنار
‎ والوشي الحزينْ
‎ نمنمته دمعة قلم
‎وعادتْ أنفاس الرجل المكتئب
‎تصرخ: "كبرياء, كبرياء
‎فيمتزج الحزن بالصرخة الداويهْ,
‎صدى مراكب حراس
‎الفيلق المكسور
‎يدُقّ على كلّ حصن
ويصرخُ بالنائمينْ
‎فيخرج من كلّ بابٍ فارس
‎هزيلٌ جمجمي
‎ينزف خيبة السنينْ,
‎يكاد السيف ينتحبْ
‎على صدره الهيكلي الحزينْ
‎وطاف بالجبال موكبهم في سُكونْ
‎يتمتمون في الوديان الغريبةِ, لا يُدْركونْ
‎ يعبرون ماذا عسى أن يكونْ
‎تشعبت حوالَيْهمُ لعنات الدروبْ
‎نيران غول وعقارب
‎زاحفةً وأفاعي تجلجل
‎ وخيام الجن الرحل
‎وعادوا يلملمون أسرارَهُمْ
‎في صناديق مثقوبة
‎وتلهث أصواتهم بتمائم
‎منكوسة, منقوشة على كف الليل
‎بنية الموت الرحيم للأموات
‎ الذين عيونُهُمُ لا تموتْ,
‎ابتهال لذاك الإلهِ الغريب
‎وترنيمة لذلك الرَّجُلِ المكتئب
‎على عقارب الساعة كالعنكبوتْ
‎غبار وبخار وأجراس من نحاسْ
‎بجوارها رجل كأسطورة بوذا
‎فيصرخ كتفه في الدياجي
‎كبرياء, كبرياء ‎وراء البرج
‎في آخر القلعة المهجورة
‎الشَّبَحيّة المُريبة‎ جنيتين
تهرولان نحوه اكفهن متشابكه
‎لاتعرفان متى كان ركونه
‎ بالزوايا المارده وأيْن
‎تجر الرّياح رجليهما
في الظلام المخيف
حنانيكم يابشر
‎ما زال في الجنيتين بقايا رحمه
‎وفي مقابر الخذلان المزخرفة الملونة
‎وحيثُ الغبار المنتفض
‎وحيثُ بوذا متجهم بالمكانْ
‎يشبهه الذينَ أجسادهم لا تموتْ
‎ترقب تابوتهم تلك العنكبوتْ
‎على الساعة متأهبة في سكوتْ,
‎فيرتفعُ الصراح تضرعا, بعيد الصدى, كالقدر
‎وترتجف الجنيتان
‎"من معابد الأقدار الباردهْ"
‎"ومن ظُلُمات الشبابيك
‎"من الطرقات الماردهْ"
‎"من زخارف الساعة , البرج,
حيثُ خبث العنبكوتْ"
‎"تُشيرُ لنا الساعة الواحدة
‎على الطرقات تسقط نطفة
‎ أمل عقيمة يائسة
‎على ذكريات الطرقات اليافعة
‎"أتيتكم , أنا عبد الزمانْ"
‎"مسجيا على توابيت الفرح
‎أنا الذي عُيونُي لا تموتْ"
‎"وأرجوا الصفْحَ من روحي
‎عن هذه الأعين المتعبه
‎"ترسّبَ في عُمْق أعماقها كلُّ حزْنِ السنينْ"
‎"وصوتُ ساعاتنا المُتعَبَهْ"
‎"عبثا أزرع يقطينة بالوتين
‎"أرعن يا من نزع الفزاعة بالظلام
‎من أين لك الغلظة يامن بذر السُّهادْ"
‎"على عين المرهفين
‎"على عين المتعففين
‎"إلى غدهم ألوذ بسنديانات رمَاد
‎"من الأمس ذي الأعين الحمر. يا هل ترى
‎"هل يكسر بوذا و يتوب الزمانْ"
‎"واتنازل عن تعفف, و كبرياء لا يغفران
‎"ويداهم مَغلولتان الا غلت أيديهم أنا يؤفكون
‎"آن الأوان يا بوذا, لتوية العين التي لاتموت
‎"أتركها أخيرًا تموتْ

 

التوقيع

روح رتلتها الأقدار

حمد الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس