منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قراءة ...مع (( الأخضر بركة ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 05:27 PM   #1
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قراءة ...مع (( الأخضر بركة ))




الأخضر بركة
***

ميا...فوق أرضِ النوم

ها أنت ذا
في عتمة بيضاءتُبصرُ..جِسْمَكَ الموصولَ بالغيبِ/
انبعاثَكَ فوق أرضِ النومِ،
أمشاجَ احتمالِ كتابة أخرى.
.................................................. ...
يطير هُنَيْهَةً مثل الفراشةِ ثقلُكَ الطينيّ.
ماءٌ ...
أوّلٌ في رحْمِ هذا النّومِ، أم جسدٌ يخصّبهُ اختبارُ الموت..؟
يَمْحُو الليلُ فيزياءَ الخليقةِ،
تلتقي في اللامكانِ حَمَامةَ الشبّاك ِ،
أو يختصُّكَ الماضي بأفعىً،
وردةً تتأبّطُ الأشواكَ يسحبُها ملاكٌ..منكَ،
أسراباً من البطّ المبعثرِ فوق سطحِ بحيرة النسيان.
.........................................
قانونُ اختمار عجينة الرؤيا هو العجبُ الذي... هو أنت..
في أرض التنهّدِ يعزبُ الجسد المحايثُ عن مهاراتِ اللغة
.......................................
هل أنت محضُ تزاحمِ الصورِ، اكتظاظُ
مساحةٍ بيضاءَ بالأشياءِ، هل
غُسْلا هُلاميًّا.. يكون النومُ؟


يسكتُ ..
لحمُ جذعك مُصغياً لهدير منسيّاتِ أيّامٍ،
كأنّ نسيجَ جلْدِ الرّوح أوجاعُ الغريزةِ،
يا سباتَ عظامكَ المنقوعِ في ماعون زيت المهدِ،
يا ..
نَقْضَ المنيّ لأُهْبَةِ الأوْرَادِ،
يا حَجَرِ التيمّمِ
في متاه مثابرات القرب من أبديّةٍ وحداء،
يا ضعفاً
يُسِيلُ لعابَ قنّاص الخلائقِ،
يا متونَ خيال سكّان القيامةِ،
يا احتكاكَ الجنِّ بالأهواءِ،
يا نفق العبور
إلى... "هُنَالكَ..
يا تملّص مفردات الطفلِ هذا..
من عقال الواقعِ، ِاسْتَرْسِلْ
مريضاً بانتمائكَ للتراب....
...................................
خذْ..
أيّها النومُ اشتغالكَ فوق صفحة لعبةِ الأعصابِ
والإمكانِ،
أدري
أنّ فيك تشبّهاً بسكينةٍ بستانُها رحِمُ الأمومة،
أنّ منك نجيئ ثمّ تصيبنا قبل الأوان كهولةُ اليقظة
طريّاً
مثل خبز الجمرة العذراءِ ينضجُ فيك مخيالُ الطفوله،
ربّما
قد كنْتَ فلاّحاً يواظبُ،
مُوقظاً غابات رمّان الكلام
يستفرخ ُالأحلامَ
ما بين المخدّةِ وارتفاع السقفِ،
يحرث قارة المكبوت،
يطلقُ في براري يقظةٍ أخرى خيوله
ربّما
قد كنت رسّاماً يلطّخُ
في مدى عتماتِ عينين اثنتينِ، إزاره البالي
بأطياف الصباغ.
..........................................
يا ظلَّ بابٍ نصفِ مفتوحٍ على سرٍّ انفلات السرّ،
لم يجدِ المفسّرُ فيكَ إلاّ لعبةَ التفسيرِ،
لم تجدِ الكتابةُ فيك إلاّ قاعَ خيبتها يعبّؤه بقِطْرِ الوَهْمِ قرّاءٌهوائيّون،
لم ينزلْ إلى البئرِ التي هي أنتَ إلاّ مُكْتَفُونَ..
بما استطاع الدلوُ أن يحوي،
ولم يصعدْ سلالمَ قبّةِ الإغماضِ من بَشَرِ الثرى اثنانِ/انفرادٌ أنتَ..
مثل القبر،
مزدحمٌ بكيمياء الوجود
...........................................
خُذْ..أيّها النومُ اشتغالكَ عابثا
بوثائق البيتِ السديميِّ المُسمَّى: .....ذاكرة.
خِطْ بالوميض
غمام إعراجٍ إلى بدء انهمار الحيرة المطريّةِ /استحضرْ
خطاب جمادِكَ الموشومِباللغة التي ..هي أنت..
أو..
حرّكْ بمغرفة الذهولِ ...
حُساء يَقْظَاتِ الغياب

حسناً ..
مابين منبرين لاثالث لهما ..يطل علينا الأخضر بركة بقصيدته (( يافوق أرض النوم )) بصوته الخفيض تارة ..والصاخب تارةً أخرى ..على أسماع مريديه .
المنبر الأول وأرفع مختزلاً قضايا كثيرة فوقه راية فكرنة الشعر ..
والمنبر الثاني أرفع منفتحاً على قضايا كثيرة فوقه راية شعرنة الفكر ..
ومابين الرايتين يحاول الأخضر بركة أن يجد منطقة حيادية لنصه لا عن شيء وإنما هي تلك السمة التي استولت على مفردات الشاعر والمتجسدة في المقولة الشهرية
للنفري ((العلم المستقر ...الجهل المستقر))
سأقدم تكثيفاً لمقولة (( شعرنة الفكرة )) فأقول : بأن النسق الفكري عنما يتم تقديمه بآليات كتابة الشعر ..سينتج عندنا نسقاً مشعرناً وهذا ماقد يحدث لدى الروائيين أحياناً أو كتاب المقالات والخواطر .. فنقول أنه يكتب بشعرية ..وهذه كانت وإلى حد قريب تهمة تكال للروائيين ..
أما في القصيدة فمقولة (( شعرنة الفكرة )) تشير إلى أن الشاعر يخفض من نسبة الشعرية على حساب تزايد سيطرت الفكرة المحضة التي يقصدها الشاعر ..بحيث الفكرة تبدو هي الشجرة والشعرية هي ثمارها ..

فأين الفكرة لنتحدث عن شعرنتها ...وأين الشعر لنتحدث عن فكرنته ..
أقول :
الشاعر يميط اللثام عن الفكرة المحور بأنامل كتبت عنواناً لنصه (( يا ...فوق أرض النوم )) ولو بحثنا عن مصبات روافد هذا العنوان في حوض النص لوجدناها في لفظة النوم ...
وللنوم في حلبات الفكر أحصنة أذهان كثيرة ..وسأتناول منها مايلي
((الناس نيامٌ ..فإذا ماتوا انتبهوا )) عن هذا الأثر الشريف نفهم فكرة النوم المقترنة بدلالة الغياب ..وهنا الموت يقترن بالحضور ..ولو أخذنا عن فكرة الموت/الوفاة ..
نجد الآية الكريمة تسعفنا بالدلالة وهي (( الله يتوفى الأنفس حين موتها , والتي لم تمت في منامها , فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ))
وكما ورد في الأثر الشريف (( النوم أخو الموت , ولاموت في الجنة )) وعليه نستطيع أن نأخذ بالقول (( النائم كالميت ))
فكيف طرح الأخضر بركة هذه الفكرة وشعرنها ..
* تناول فكرة أن النوم غياب ..والغياب حجاب ..وهنا يرفع الشاعر عن نصه الحجاب ليقرر ماهية المحجوبات بتساؤلاته المترامية في اطراف النص ..

(( ماءٌ ...

أوّلٌ في رحْمِ هذا النّومِ، أم جسدٌ يخصّبهُ اختبارُ الموت..؟
))

(( هل أنت محضُ تزاحمِ الصورِ، اكتظاظُ

مساحةٍ بيضاءَ بالأشياءِ، هل
غُسْلا هُلاميًّا.. يكون النومُ؟
))
وهنا يتأجج النقاش
(( يا ظلَّ بابٍ نصفِ مفتوحٍ على سرٍّ انفلات السرّ،
لم يجدِ المفسّرُ فيكَ إلاّ لعبةَ التفسيرِ،
لم تجدِ الكتابةُ فيك إلاّ قاعَ خيبتها))


((ولم يصعدْ سلالمَ قبّةِ الإغماضِ من بَشَرِ الثرى اثنانِ/انفرادٌ أنتَ..

مثل القبر،

مزدحمٌ بكيمياء الوجود))
* ونراه تارة أخرى يزج بمحور الفكرة (( النوم )) في خضم صراعٍ محتدم من حيث فكرة أن النوم فعل لابد لكل مخلوق أن يمارسه ..وكأنه تسلط للغياب القسري ..وأحياناً
يكون النوم نقطة الصفر التي لابد من العودة إليها ..فيناقش هذه القسرية في نصه قائلاً :
(( قانونُ اختمار عجينة الرؤيا هو العجبُ الذي... هو أنت..
في أرض التنهّدِ يعزبُ الجسد المحايثُ عن مهاراتِ اللغة))


(( خذْ..

أيّها النومُ اشتغالكَ فوق صفحة لعبةِ الأعصابِ
والإمكانِ،
أدري
أنّ فيك تشبّهاً بسكينةٍ بستانُها رحِمُ الأمومة،
أنّ منك نجيئ ثمّ تصيبنا قبل الأوان كهولةُ اليقظة))


(( خُذْ..أيّها النومُ اشتغالكَ عابثا

بوثائق البيتِ السديميِّ المُسمَّى: .....ذاكرة.
خِطْ بالوميض
غمام إعراجٍ إلى بدء انهمار الحيرة المطريّةِ /استحضرْ
خطاب جمادِكَ الموشومِ باللغة التي ..هي أنت))


هنا سأكتفي من الإنضواء تحت راية شعرنة الفكرة ..وأنتقل لأنضوي تحت راية فكرنة الشعر ..

وسأقدم مفتاح هذا البا ب فنقول :
لعلنا لانتفق حول ماهية الشعرية إلا من فكرة واحدة وهي أن أساس الشعرية هو الاستعارة والمجاز ..
وعليه نقول على نسق ما ضمن سياق شعري ما بأنه مفكرن عندما تطغى الشعرية على فكرة النسق ..فنلاحظ استخدام آليات الاستعارة والمجاز بحيث أنها تبدو وكأنها هي من ولد الفكرة من النسق ..وهنا يبدو بأن الفكرة طارئ نتج عن مجازات مترابطة أو نقول بأن الشعرية هي الشجرة والأفكار هي ثمارها ..وقد نصل إلى أحد أن الفكرة لم تعد تهمنا أمام سحر الشعرية ..وهناك الكثير ممن يعبرون عن دهشة لاتوصف من سماع نسق شعري بالرغم من عدم وضوح فكرته ..
وعلى هذا ندخل نص الأخضر بركة لنشرب من كؤوس الدهشة المترعة بمدام الدلالت المتشظية والمكتظة ضمن النسق الواحد ..ومنها ..أشير إلى:
(( وردةً تتأبّطُ الأشواكَ يسحبُها ملاكٌ..منكَ،
أسراباً من البطّ المبعثرِ فوق سطحِ بحيرة النسيان
))

(( يا سباتَ عظامكَ المنقوعِ في ماعون زيت المهدِ،

يا ..
نَقْضَ المنيّ لأُهْبَةِ الأوْرَادِ،
))

(( طريّاً
مثل خبز الجمرة العذراءِ ينضجُ فيك مخيالُ الطفوله،
ربّما
قد كنْتَ فلاّحاً يواظبُ،
مُوقظاً غابات رمّان الكلام))


والأجمل المسيطر على نكهة النص الدلالية يتمثل في النسق الأخير ..


((خِطْ بالوميض

غمام إعراجٍ إلى بدء انهمار الحيرة المطريّةِ /استحضرْ
خطاب جمادِكَ الموشومِ باللغة التي ..هي أنت..
أو..
حرّكْ بمغرفة الذهولِ ...
حُساء يَقْظَاتِ الغياب))

وحري ٌ بمثل هذا النص ..أن يفتح لنا آفاق تأويلاته من هذه البوابة الأخيرة ..
هذا غيضٌ من فيض ..
وقد حاولت أن أقدم نموذجاً حول موضوعة (( الفكرنة /والشعرنة )) وأحاول أن أصل معكم إلى نتيجة أن النص إذا كان مبالغاً في فكرنته انحسرت على حساب هذه المبالغة شعريته وبدى كأنه بيان فكري تقريري ..أو إذا كان مبالغاً في شعريته بحيث أننا نفقد المحور الذي تدور عليه رحى الفكرة تحول إلى نص مغرق في الذاتوية والغنوصية والأنية الغامضة ..
وهذا مادفع بالأخضر بركة لأن يجد له منطقة حيادية بين هاتين الرايتين ..خاصة وأن هذا النص ذو صفة تأملية وجدانية ذاتية
وهذا ضرب من ضروب الابداع كما أعتقد ..
فتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس