خرائط لوطن من طباشير
فاضل العباس
ما كان في بال صابر الطفل ذو العشر سنوات وهو يتابع الاستاذ حسون معلم الجغرافية الذي رَسَمَ خارطةً للوطن واشار فيها لحدوده.
يحده من الشمال......
يحده من الشرق.....
يحده من الغرب......
يحده من الجنوب....
ان يحفظ هذه الحدود عن ظهر قلب ومطالبٌ فيها بالسؤال والامتحان فكم ُوّبخَ وعُوقِبَ بسبب اهماله .
حتى كَرِهَ درس الجغرافية وكانَ السبب في رسُبه تلك السنة و لم يفلح شراءه كتاب الاطلس لجغرافية الوطن
ليرى عن قرب حدوده ويحفظها في اجتياز ازمته ،فانه فوجئ بانه مليئٌ بخرائط مُنوعة سياسية وإدارية .
فأحس انه يُكبِرُ المشكلة.................
ما كان في باله وهو يقف في طابور جوازات الحدود ولم ينتبه لنداءات ضابط الجوازات الا بعد ان نكزه احدهم من خلفه،
ان يجتاز هذه الحدود الى بلاد الغربة .
في المقهى حيث يرتاده مساءً وهو يصغي إلى الاخبار. ليقطعها المُذيع .
جاءنا الخبر العاجل
اجتاحت القوات.... الحدود ال.... من الجنوب وهي تتقدم شمالا
ضحك صابر ضحكةً مدويه انتبه اليها باقي جُلاّسْ المقهي ثم اجهش بالبكاء صارخا
لماذا يطلبوا منا حفظ الحدود بالجغرافيه؟
لماذا يطلبوا منا حفظها؟
لماذا..........؟
ولم يحفظها الاسياد على الارض.