[أحمد الهسي]

.
.
.

يسكن نور الفجر الذي طال غيابه خجلاً من إشراقةٍ بائسة

يتردد صدى الأنين مهجوراً في العتمات غارقاُ بي لجج الصرخات

ويزحف الأمل المطعون مثقلاُ برماحٍ اخترقت أجمل البسمات

هكذا يبدو المشهد معلقاُ بين سحبٍ تحمل الغيث وأرضٍ جدباء

وخلف الروابي أشباحُ قهرٍ توشحت مشاعل الموت تؤذن بالخروج

وأنا أقف حاملاً بقية عمري وقليلا من الفرحة الذائبة بين أصابع يدي

أنتظر بزوغ النور من خلف الروابي رغم شدة الظلام

محاطاً بقسوة الهجر وحلكة الفجر وصفير الريح التي اقتلعت إيماني

بحت بأحلامي فتكسرت في مهب الألم ورغم ذلك الحال مازلت أنتظر

وإن تطاول الزمان وتزعزعت الأركان وبقيت عالقاً في ساعة الإنتظار

سينحسر الخوف ويتقلص الظل وتعلو شوامخ النور من خلف الروابي

ألا وقد بت أعرف موضع قدمي فلن أتبع خطى الرحيل بل سأقدم

وأغني مواويل الإنتصار بلا قيدٍ يرزح في قدمي ولا نكوصٍ يسحبني

وكما أن لكل بلد طريق فلتلك الروابي سبيل لامحالة بالِغُه

قريباُ سيداعب الإشراق فألي ويرشد النور دربي ولن أعود

سأعلو بعزم الأباة وأقف ثابتاُ فوق قمم الروابي