هُنــــا أخادعُ نفسي !
هُنا أخبرها أن وطني سيكون بخير وأن المقصلة أعدّت للخائنين
يصافحونها أفواجا .
هنا أخبرُها أن الصغار سيجدون مايكفيهم من الحليب ليصبحوا أشدّاء على الكفار رحماء بينهم !
هُنا أخبرُها أن الكتابة غاية يصلها الغارق في النقاء، العاشق للأدب النبيل ، ووسيلة لتوجيه الأشبال
طريقة وضع الكسرة عوضا عن الياء في أكثر المواضع ! .
هُنا أخبرها أن الجسور التي انهارت بالعابرين نحو الحب ،
احتفظت بذكرياتهم تحت ركام الصخر الذي احتضنها ليظهرها يوم ميلاد أحفادهم الصغار الذين ولدوا من صلب من لايعرف الحب ولايفهم كيف يحبُّ الأتقياء !
هُنا أجعلها تبتسم في غفلة من زمن مترع بالغدر ، آيل للسقوط كجميع الإمبراطوريات السالفة .
هُنا أهمس لها بأن الراحل أجلَّ لحظة رحيله ليوم غير معلوم ، كي تقر عينها ولاتحزن !
هُنا أقول لها : سأشارككِ فرحة حلمت ِبها منذ آخر دمعة هطلت بعد آخر خيبة أمل حصلت .
هُنا أحكي لها قصص الوفاء التي حفظتها من حكايا جدتي الخرافية !!
هُنا أسامرها لتنشغل عن مراودة حزنها كل ليلة بـــ : هيت لك !
هُنـــا
ألهِيها عن سُؤالي : ماتفعلين هُنا ؟!