منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اللؤلؤ المنثور الجزء التاسع
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2015, 01:19 PM   #1
سلمان ملوح
( كاتب )

الصورة الرمزية سلمان ملوح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 924

سلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي اللؤلؤ المنثور الجزء التاسع


وليس هذا بِدعاً من فعل تلك الأوساط الغربية , فهي لا تفنك تكيد الإسلام , وتسعى في محاربته بشتى الوسائل , ومن آخر أفعالهم رسمهم الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وفعلهم هذا دليلُ عجزهم وانهزامهم أمام الإسلام ؛ فالاستهزاء هو آخر سهم يجده الباطلُ في كنانته ليرميَ به الحقَّ فلا يلبث أن يتكسر على صخرة الحق الصماء ! أو هو آخر صُبابة يجدها الباطلُ في شنّه ليريقها على سراج الحق فلا يزداد سراجُه إلا ضياء إلى ضياء! لا يزال الباطلُ يجد له مرتعاً خصبا , ومورداً عذبا في عقـول النـاس , حتى إذا حلّ بساحته الحق فأفاقت العقول من رقدتها وهفت إليه بأفئدتها ضاق الباطل به ذرعا وجُن جنونه ـ لا سيما وهو يرى الحق ظاهرةً حجته , عاليةً كلمته ـ فأخذ يتطلب كل سبيل لدحر الحق وإلقاء الشبه عليه وصد الناس عنه , ولكنّ شيئاً من ذلك لا يُغني عنه ولا يصرف الناس عن صوت الحق ولا يزدادون إلا إقبالاً عليه ورغبةً فيه ؛ حتى إذا استنفد الباطلُ كل وسيلة , وأتى على ما في وسعه من طاقة لجأ إلى الاستهزاء ! وهو يعلم أنه لن يغنيَ عنه إلا كما أغنى عنه كيده السابق ؛ بل لو وجد الباطلُ حجةً يدفع بها عنه الحق لعوّل إليها ولما لجأ إلى مهنة الاستهزاء الرخيصة , وأنى له ذلك .

إنّ الجاهلية الأخيرة ليست إلا صورة طبق الأصل للجاهلية الأولى ؛ فالباطل واحد وإن تعدد حملة لوائه ؛ فعندما بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالحق ضاق به الباطلُ وأهلُه وسعوا جاهدين لإطفاء نوره بكل وسيلة وإلقاء الشبه عليه بكل حيلة ؛ فتارة يقولون سـحـر ؛ ليُخيفوا الناس ويصرفوهم عن سماعه , وتارة يقولون شعر وأساطير الأولين ؛ ليهوّنوا شأنه عندهم , وتارة يأخذون الناس بالترهيب في صدهم عنه وأخرى بالترغيب ... وما زال هذا هجِّيراهم حتى إذا وجدوا الحق ينتشر, وباطلهم يندحر, أجمَعُوا اليأسَ ولجأوا إلى حيلة العاجز وهي الاستهزاء ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) (وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولا )

وهذا هو شأن الجاهلية الأخيرة أيضا ؛ فإنهم لم يُقصّروا يوماً في صد الناس عن الإسلام , وتشويه صورته , وإضعاف حجته ولكنهم يرون سعيهم يقود إلى ضده ؛ فالإسلام ينتشر ـ على قلة ما يُنفق المسلمون في الدعوة إليه ـ ودينهم وكيدهم يندحر ـ على كثرة ما ينفقون في الترويج له ـ ألا تراهم ينتدبون دعاتهم , وينفقون أموالهم ويستحثون إعلامهم وكتابهم ... كل ذلك في سبيل نصر باطلهم وصد الحق , وما هي النتيجة ؛ أوروبا وأمريكا تتجهان إلى الإسلام , وتندحر فيهما عصور الظلام ! ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ! حتى هالهم ذلك وأفزعهم وأقض مضاجعهم وأصبحوا ينادون بمحاربة الأسلمة كما يقولون ! ( والله متم نوره ولوكره الكافرون ) ولكن الكيد لم يغن عنهم إلا كما أغنى عن سادتهم السابقين فلجأوا إلى الاستهزاء حيلة العاجزين , وبضاعة الكاسدين , فما كان منهم إلا أن رسموا الصور الهازئة بنبي الإسلام , ولا والله ما نالوا منه ولا من شئ مما جاء به بقدر ما نادوا على أنفسهم بالعجز والانهزام .

 

سلمان ملوح غير متصل   رد مع اقتباس