[سلام الحربي]

لماذا تغيرنا؟!

ولِمَ الأماني شُيِّعَتْ جثمانها
والنوايا الغِرّ راكدة بجنابها؟!

والعصافير التي كانت تنشدنا الهوى
نامت
والمراسيل غفَتْ بجوارها

لماذا تغيرت أحلامنا؟
آمالنا؟
لِمَ استوطن الشرك أحداقنا؟!

لماذا تغيرت فينا الملامح؟!
لماذا تبدلت ألواننا، أثوابنا، آفاقنا؟!

عند باب الدار كان يلقانا المُنَى بعبيره
فتهطل علينا رذاذ تِرْحَابها

كان الوفاء موقدنا الذي نصطلي بجوره، مستديمة لهباته

كان النور يتساقط كحبَّات الندى على أبوابنا وقلوبنا،
والشروق يعانق أرواحنا

يا أبعد الناس عن وصف الأنا!
يا أقرب الناس لِمَ شحَّ منك الوصلُ والإيثارعنواننا

يا سيد القلب في يوم الرضا
ويوم البؤس أنت محرابنا

بكَ أيقنتُ أن الأنوثة تقتضي عشق مثلك،
فهل للعشق عِقَالها؟!

يا مشرق الضوء، يا أعجوبة القَدَر،
يا روح المسك،
لِمَ تغيرت أسماؤنا؟!

أنسيتَ كنتَ تدعوني الهوى، وأنا التي أصفك بالقدر!

اليوم شاخت ألقابنا،

وهرم جدار الصبر مع أحلامنا

لماذا ركضنا نحو الفراق؟!
لِمَ نَهَش الوشاة أخبارنا؟

أقلامنا، كراسات الهوى،
خواطر قلبي ألقينا بها خلف جدار لا يُرْجَى إرسالها

والمعاني التي كانت رمز زهونا ذبلت على شفاه الصمت
والكلمات تساقطت من محجر العين كسهام أعمت أبصارنا

لماذا تغيرنا وانتهت إيقاعات الهوى؟!،
فصوت مزن السماء ضجَّ من فراقنا

وتوقفت بنا قطارات الهوى في محطات النسيان
فهل يُرجَى بعد زمن فسيح لقاؤنا؟!